السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع النافع، جزاكم الله خير الجزاء..
أنا فتاة عمري 22 سنة، بدأت مخاوفي من الموت منذ ست سنوات، وخلال هذه الفترة كان الوسواس يقل ويشتد، لكنه بعد تخرجي اشتد كثيرا، وذلك بسب حلم سيء حلمته أختي، وأحلام أراها جعلتني أعيش في رعب وخوف وترقب، لا أنام الليل، وعندما أنام أستيقظ مفزوعة مع أفكار غريبة ومخاوف، صرت أخاف كثيرا من الأحلام لدرجة رهيبة، فلو كلمني شخص أو جاء عندنا ضيف أظل خائفة أن يقول أنه حلم بي، وأخاف أن يحلم أهلي بي، صرت أعاني من خوف قوي ورهيب، خوف لا أستطيع التحكم فيه.
عند الشعور بالخوف بشكل شديد أذهب لمشاهدة بعض مقاطع الفيديو في اليوتيوب، والتي تتكلم عن موضوع الأحلام، حتى أطمئن، وعند قراءة التعليقات أسفل الفيديو أزداد رعبا وهما، الآن حياتي معطلة، لا أستطيع المذاكرة، وأرى حياتي قد توقفت.
أتمنى منكم مساعدتي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مما ورد في صيغة استشارتك فإنه لديك درجة بسيطة من حالة نفسية بسيطة نسميها بقلق المخاوف الوسواسي، وهذه الحالات في معظم الأحيان تكون عارضة، بمعنى أنها تدوم طويلا خاصة إذا سعى الإنسان لتجاهلها وتحقيرها، وأحسن إدارة وقته وشغل نفسه بما هو أهم في الحياة، لا تنزعجي أبدا وأنصحك أن توقفي المثيرات التي تحرك هذه الوساوس وهذا القلق وهذه المخاوف، من أهم المثيرات التي يجب أن تتوقفي عنها القراءة حول الأحلام، هذا أمر يجب أن تغلقي بابه تماما، ولا تحكي عن هذه الأحلام، ولا تقعي تحت هيمنتها وسيطرتها وإيحاءاتها السلبية.
أي شيء تشاؤمي يجب أن تحقريه، والله خير حافظ، وكوني إنسانة ذات يقين مرتفع ولا تلجئي لما ينشر في اليوتيوب وغير اليوتيوب، كلها أشياء خطأ وأشياء مفزعة، عالم الغيبيات الناس يجب أن لا تخوض فيه أبدا، ولذا نحن لا نفسر الأحلام، ونؤمن أن الرؤية من الرحمن وهذه الأحلام من الشيطان، فلماذا أشغل نفسي بها هذا شيء مهم جدا.
وأنصحك أيضا بأن تقومي ببعض الإجراءات التي تقلل من هذه الأحلام المفزعة والمخيفة، أول هذه الأشياء هو أن لا تتناولي محتويات الكافيين كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء، والأمر الآخر يجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة جدا ومبكرة وغير دسمة، فالأكل المتأخر في الليل أو الدسم هو من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الفزع النومي، وإلى الجاثوم، وإلى الأحلام المزعجة، يجب أن تمارسي رياضة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تزيل طاقات القلق والخوف وكذلك الوسوسة، والوسواس يجب أن تحقريه يجب أن لا تحاوريه، يجب أن لا تناقشيه أبدا.
وساوس الخوف كثيرة وسط الناس، خاصة الخوف من الموت والموت حق ولا شك في ذلك، ويجب أن نخاف منه شرعيا لكن لا نخاف منه مرضيا، لأن الأعمار بيد الله والإنسان يجب أن يحسن عمله دائما ليكون تحت مظلة الرحمة الإلهية العظيمة.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت صغيرة في السن و-إن شاء الله تعالى- أمامك أوقات وأيام طيبة، حاولي أن تنظمي وقتك كما ذكرت لك، النوم الليلي المبكر، الاستيقاظ المبكر، صلاة الفجر بعد ذلك بعد الاستحمام وتناول الشاي مثلا، الدراسة لمدة ساعة هذا وقت عظيم جدا يحسن فيه تركيز الإنسان، ثم تنطلقي إلى مرفقك الدراسي، وتديري باقي يومك بكل إيجابية، عليك أيضا بأن تكوني نشطة داخل الأسرة، احرصي دائما على بر والديك، وكوني إنسانة مفيدة لنفسك ولأسرتك، التواصل الاجتماعي الإيجابي مطلوب ومفيد جدا.
أنا سوف أصف لك أحد الأدوية الفعالة وغير الإدمانية والمضادة لهذا النوع من قلق المخاوف الوسواسي، الدواء يسمى سيبرالكس، هذا هو اسمه التجاري ويسمى علميا استالبرام، تبدئي بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام تناولي هذه الجرعة الصغيرة لمدة 10 أيام، ثم اجعلي الجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها 20 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعليها 10 مليجرام يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعليها 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم أجعليها 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء سليم وفاعل غير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.