كيف أقنع اهلي بالموافقة على رجل يكبرني بعشرين عامًا؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة عمري 21 سنة، صديق أبي مطلق منذ أربع سنوات، ولديه طفلان يعيشان مع أمهما، وهو أكبر مني بـ 20 سنة، وهو ذو خلق ودين، وحافظ لكتاب الله، وأبي يحبه جدا، ويحترمه احتراما شديدا لما فيه من النضج ومكارم الأخلاق، وهي صفات من أهم الصفات في الزوج التي أرغب وأريدها في من أتزوج به، وأعظمها صفة الدين والخلق، فإذا وجدت من فيه الدين لا أركز على أي شيء غيره، مع أني لست ملتزمة إلى حد كبير، ولكنني أرغب في الزوج الصالح الذي يعينني على أمور ديني ودنياي.

فتقدم هذا الصديق لأبي يخطبني فوافقت، إلا أن أبي تردد أن يعرض علي، وطال أمد تردد أبي أكثر من ستة أشهر، وتعلقت بهذا الرجل لما سمعت عنه من التزامه وقربه من الله، ودائما أتمنى أن يصبح زوجا لي.

اقتنع أبي وعرض علي أن يزوجني إياه، وهذا الرجل لم يشترط شيئا إلا أن أكون فاهمة لأمور ديني، وأكون محجبة، وهذا كان متوفرا -ولله الحمد-، وبعد أن جاء لينظر النظرة الشرعية أعجبني وسرني كلامه، وهو كذلك أعجب بي، فاقتنعت به ووافقت.

إلا أن أهلي تغيروا، وأصبح لديهم مطالب كثيرة، فاشترطوا أن يكون المهر كبيرا؛ لأني فتاة عزباء، وأني صغيرة عنه بـعشرين سنة، وأنه مطلق، وزاد خوفهم أن أكون فقط متحمسة وأني لن أتحمل العيش مع رجل ملتزم كثيرا، وأن ذلك النمط من الحياة لست متعودة عليه، ويخشون ألا أكون أهلا للمسؤولية، وعلي الانتظار حتى يأتيني من يناسبني ويكون قريبا من سني، ورغم أنهم على علم أني راضية بهذا الرجل، ومقتنعة قناعة تامة، ووجدت فيه كل ما أتمنى وأرغب، إلا أنهم لا يقتنعون؛ فكيف أقنعهم الآن بعد رفضهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ismahan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي حرصك على الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

أرجو أن تعلمي أن اختيار الأب هو الذي ينبغي أن يقدم، لأن الرجل عادة يقدم العقل، والرجال أعرف بالرجال، بالإضافة على حرصك على ما في الرجل من دين وأخلاق والتزام، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ونؤكد أنك صاحبة القرار، وأن دور الآخرين ما هو إلا دور توجيهي إرشادي، لك أن تلتزمي به إذا كان خيرا وصوابا، ولك ألا تلتفتي إليه إذا كان في مثل الحالة المذكورة، هو مجرد تشويش. واعلمي أن الناس لا يرضيهم شيء، لو فرضنا أنك تركت هذا الرجل فسيأتي من الأهل ومن غيرهم من يقول: (أنت ضيعت فرصة ذهبية، ولماذا تركته؟ وأين تجدين أمثاله ...) إلى غير ذلك من الكلام.

وطالما أنت حريصة على الدين، والوالد حريص على تدين هذا الرجل، ويعرف به، ويحبه، والرجل قبل بك ولم يشترط غير شروط معظمها متوفرة، وإذا كان سيدعوك إلى الخير والدين؛ فذاك هو خير الدنيا والآخرة.

عليه: أرجو أن تمضي مع الوالد في إكمال هذا المشوار، وخوض هذه التجربة الناجحة -بإذن الله تبارك وتعالى-، واعلمي أن الحب والنجاح في العلاقة الزوجية لا يعرف فوارق الأعمار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالنسبة لإقناعهم أرجو أن تبيني ما في الرجل من محاسن، وأنك راغبة في هذه المحاسن الموجودة فيه، فالدين والأخلاق هي أكبر المواصفات المذكورة، والحمد لله الأهم من ذلك أنه حصل لك ارتياح وانشراح، وحصل له مثل ذلك، و(لم ير للمتحابين مثل النكاح).

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات