حياتي تدمرت بسبب الوسواس والشك، فماذا أفعل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص أشك كثيرا في كل شيء، وأيضا أوسوس، مع العلم أنني أصلي الفروض مثلا: عدد ركعات الصلاة دائما أشك فيها، والوضوء دائما أشك في صحته، حياتي كلها متوترة بسبب الشك، أشك كثيرا، وأظن في معاملتي مع الناس بالخطأ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
الشك المستمر في الوضوء والصلاة، قد يكون جزء منه بسبب تفكيرك الزائد، ومخاوفك من عدم إكمال العبادة على الوجه الأتم، ولكن الشيطان ينفخ في هذه الأفكار ويضخمها في مخيلتك إلى الحد الذي يجعلك تستجيب سلوكيا لهذه الشكوك، بمعنى أنك قد تكرر الوضوء وتكرر ركعات الصلاة وهكذا.

فالشيطان لا يتسلط على ابن آدم بأن يجبره على الفعل، وإنما يعمل على الوسوسة، لذلك قال النبي ﷺ: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) ولأن صاحب الوساوس دوما يرى في أعماله (النقص) فإن الفقهاء وضعوا أحكاما خاصة تتعلق بصاحب الوساوس مبناها على الكمال لا النقص.

فإن شك صاحب الوساوس هل صلى ثلاثا أم أربعا فعليه أن يعتبرها أربعا، وإن شك هل توضأ مرتين أو ثلاثا فيبني على الأكثر لا الأقل وهو أنه توضأ ثلاثا، وهذا عكس الفتوى التي تتعلق بالشخص السليم من الوسواس حيث يبني دوما على الأقل.

من الأمور المهمة في حقك أن تستعين بمن يراقبك ويوجهك، وكذلك أن تحدد لك ماء قليلا في إناء خارجي ولا تتوضأ من الصنبور، وإذا صليت فعليك بصلاة الجماعة ولا تصل منفردا.

إذا شعرت أن هذه الخطوات لم تستفد منها، فعليك أن تستعين بالأخصائي النفسي ليضع لك برنامجا عمليا في كيفية التعامل مع الوساوس بعد تقدير شدة هذه الوساوس، والتي قد تستدعي تدخلا دوائيا إذا كانت شديدة.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات