السؤال
السلام عليكم.
عمري 20 سنة، منذ سنتين في بداية كورونا أصبحت لدي حالة قلق بدون سبب، أفكر أن لدي مرض في الصدر والقلب، وأصبح لدي ضيق في التنفس تطور بعدها إلى خوف وقلق، حتى بعد أن طمئنني الدكتور، بقي الوسواس والقلق حتى تطور وتعرضت لصدمات حتى تطور وأصبحت أحس أني غريب في هذا العالم، وهل أنا حي أم مريض بمرض مستحيل أتعالج منه لا وخوف من الماضي، والخوف من الإحساس بالغربة.
أعيش في عالم لا يراه أحد غيري، أحس أني محاط بزجاج يفصلني عن الواقع! أفكاري سلبية، انعدمت ثقتي بنفسي، أصبح لدي برود جنسي دائما، عندما أذهب لمكان أفكر في المكان وأتخيله مرعب، وأبقى داخل العالم بمخيلتي، لا أستطيع الرجوع إلى الواقع.
راجعت دكتور نفسي أعطاني مضادات اكتئاب، أول مرة زولوفت والاولزين، وبعدها بروزاك وأولازين لم أحس في تحسن جيد، ذهب الحزن والأفكار باقية وتركت العلاج منذ سنة وأنا على نفس الحال، أتمنى أن أرجع أعيش يوم من الماضي وأحس أن من المستحيل أن أرجع كما كنت!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
حالتك هي نوع من المخاوف، وبعد جائحة كورونا بالفعل أصيب الكثير من الناس بقلق المخاوف والوسوسة، خاصة حول الأمراض.
القلق الذي لديك أيضا يتميز بوجود هذه المشاعر الغريبة، كأنك في عالم آخر، كأنك غير مرتبط بالواقع، وهذا دليل على وجود ما نسميه بالشعور بالتغرب عن الذات، أو البعض يسميه باضطراب الأنية، وهو حقيقة مرتبط بالقلق النفسي وليس أكثر من ذلك.
أيها الفاضل الكريم: طبعا الحياة النفسية الإيجابية تتطلب أن يحقر الإنسان الفكر السلبي، وأن يحاول يبني مشاعر إيجابية مهما كانت المشاعر سلبية، وأن يحاول أن يجعل أفعاله إيجابية، لأن الإنسان أصلا سلوكيا هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، إذا لم نستطيع أن نغير الأفكار أو المشاعر يجب علينا أن نغير الأفعال، بأن يكون الإنسان حريصا على القيام بكل واجباته الاجتماعية وواجباته الوظيفية وواجباته الدراسية، الحرص على العلاقات الاجتماعية، والحرص على العبادات، والحرص على تنظيم الوقت ... هذه كلها تعود بالكثير من الإيجابيات على الأفكار والمشاعر، وحين تتحسن الأفكار والمشاعر سوف يحدث المزيد من التحسن فيما يتعلق بالأفعال والسلوك.
فيا أيها الفاضل الكريم: نظم وقتك، وكن صارما في ذلك، وأفضل بداية لتنظيم الوقت هو أن يتجنب الإنسان السهر، وأن ينام مبكرا، لأن هذا يؤدي إلى تجديد كامل في الخلايا الجسدية والمكونات النفسية، مما يجعل الإنسان يحس بالارتياح والنشاط، يستيقظ وهو نشط، ويبدأ يومه بصلاة الفجر، ومن ثم يبدأ الإنسان في مرافق الحياة، وسوف يحس بروح الإنجاز وما هو إيجابي، وهذا طبعا يرتقي بالصحة النفسية لدى الإنسان.
لا بد أن تمارس رياضة، خاصة الرياضة الجماعية، الرياضة تحول القلق والخوف السلبي إلى طاقة نفسية إيجابية، وأنت محتاج لذلك. أنا أيضا نصحتك بالتواصل الاجتماعي كوسيلة علاجية مهمة.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، أنا أعتقد أن الدواء الذي سوف يفيدك بالفعل هو عقار (سيبرالكس) والذي يسمى (اسيتالوبرام) دواء ممتاز، ليس له آثار سلبية، ويعالج المخاوف والقلق والتوترات، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة وليس جرعة كبيرة، تبدأ بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناول جرعة البداية هذه لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا – يا أخي – هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.