أنواع أدوية الكورتيزون واحتياطات استخدامها

0 514

السؤال

السلام عليكم.
أرجو منكم توضيحا وافيا حول أضرار الأدوية المكونة من الكورتيكويد، مثل: Solupred وAfepred وIsone؛ لأنني أعاني من حساسية جلدية تختفي تماما عند تناول هذه الأدوية، لكن طبيبة الجلد حذرتني من تناولها؛ لأن لها مخاطر صحية كثيرة، لكنني أريد أن آخذها، ولو على فترات متباعدة؛ لفعاليتها في القضاء -ولو مؤقتا- على تلك الحساسية التي تزعجني كثيرا، ولا يصف لي أطباء الجلد سوى كريمات مرطبة!
للإشارة: الحساسية عبارة عن خشونة، وحبيبات صغيرة جدا في الظهر والصدر والوجه بنسبة أقل.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالجواب على سؤالك في نقاط:
الأولى: إن هذا السؤال هو فصلان كاملان في الكتاب المدرسي في الطب وهو متفرع ومتشعب، وفيه الكثير من التفصيلات التي لا يتسع المقام لها هنا.

الثانية: يمكنك وباختصار مراجعة النشرة المرفقة لأي دواء للاطلاع على التأثيرات الجانبية المشهورة والشائعة.

الثالثة: ومن باب الاختصار غير المخل تنقسم الكورتيزونات إلى قسمين رئيسيين من حيث الاستعمال:
القسم الأول: وهو الكورتيزون الموضعي، والقسم الثاني: وهو الكورتيزون الجهازي أو المتناول عن طريق الأجهزة المختلفة للجسم مثل الفم والوريد والعضل.

الرابعة: الكورتيزون الموضعي:
A. وهو مفيد جدا في علاج بعض الأمراض التحسسية، فهو مضاد التهاب وقد لا يمكن الاستغناء عنه، ومع ذلك يجب أن يستعمل تحت إشراف طبيب متخصص فليس كل ما يريح المريض مفيد، بل قد يكون مريحا ولكن ضارا في الوقت نفسه.
B. من التأثيرات الجانبية للكورتيزونات الموضعية حدوث تسلخات بالجلد خاصة على ثنايا الجلد، وذلك على المنطقة التناسلية بالذات والإبط، وتلييف بأنسجة الجلد ويصبح بذلك رقيقا، وتظهر شعيرات دموية تحت الجلد خاصة على الوجه. لهذا يجب الحذر جدا من استعمال مركبات الكورتيزون خاصة المركز منها على منطقة الوجه، وحدوث ندبات على سطح الجلد وتظهر على شكل خطوط حمراء اللون، لا يلبث وأن يتغير لونها إلى الأبيض.

وظهور بقع فاتحة اللون تشبه مرض البهاق مكان استعمال المراهم المتكرر خاصة الأنواع المركزة، كما وأن استعمالها يؤهب للإنتانات الفيروسية والخمائرية والجرثومية والفطرية، ويجب ألا يستعمل على أي منها، إذن هذه التأثيرات هي الضمور والتوسعات الوعائية واضطراب التصبغات والامتصاص عبر الجلد وإعطاء تأثير عام وتشكل الفزر الجلدية، وأحيانا فرط الشعرانية والانتانات في موضع التطبيق لها، لذلك فاستعمالها يجب أن يكون تحت إشراف دقيق، مع الإلتزام الكامل بإرشادات الطبيب، إذ أن استعمال تلك لمدة طويلة أو مساحات واسعة أو بتركيز قوي قد يؤثر بدرجة كبيرة على الجلد وعلى الحالة الصحية.
C.وأما الكورتيزونات الجهازية فقد تؤدي إلى تورم بالجسم خاصة على الوجه - يصبح دائري الشكل ويسمى (Moon face)، ونخر بالعظام. وقد تسبب ارتفاع ضغط الدم، واستعمال مركبات الكورتيزون لمدة طويلة قد يؤدي إلى مرض السكري، وهبوط في وظائف الغدد الفوق كلوية وقد تسبب الوفاة، وظهور بثور على الجلد تشبه حبوب الشباب، وارتفاع ضغط الدم.

الخامسة: على الرغم من كل ما ذكرنا علينا أن نعلم أن الكورتيزون مادة طبيعية ينتجها الجسم، ولكنها تعطى خارجيا لأغراض علاجية، وهي قد تكون منقذة للحياة في بعض الأمراض، وهي شر لابد منه، ولكن هذا الشر يتحول إلى خير إن استعمل وفق الأصول الطبية، وما أشبه الكورتيزون بالسيارة التي لابد منها، ومع ذلك فقد تكون مميتة إن لم تستعمل وفق قواعد المرور وبترخيص السلطات التي هي هنا الطبيب المتخصص.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات