السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 20 سنة، لدي عقدة نفسية، وهي أنني أخجل من لبس الملابس الرياضية وخصوصا (الشورت)، وكنت لا أحب مشاركة الأولاد في المدرسة ولعب الكرة، وأخجل من هذا، فأصبحت أشعر بالنقص في شخصيتي، وأشعر بأن هذا الشيء يجعلني أقل من هم في سني.
السبب الأساسي هو أنني أخجل من شعر قدمي، فكنت أرى جميع الشباب في سني يرتدون السراويل القصيرة، وشعر أقدامهم طبيعي، ما عداي أنا كنت أرى أن شعر قدمي كثيف جدا، هذا الشيء أثر على علاقتي مع أصدقائي، فبعض الأحيان عندما كنا نخرج سويا يسألونني لماذا لا ألبس مثلهم؟ فأصبحت لا أخرج كثيرا، وأتهرب وأشعر بأنهم أكثر رجولة مني وأنني لست رجلا على الإطلاق.
وصل الأمر إلى عدم الذهاب للمسابح والبحر، وأصبحت خجولا جدا من هذا الأمر حتى أمام أهلي.
أريد التخلص من هذه العقدة النفسية، فأنا أتمنى ارتداء هذه الملابس في الشارع دون خوف أو خجل، وأتمنى الذهاب للمسابح والاستمتاع في وقتي مثل جميع الشباب.
هل هذا مرض نفسي، أم ضعف شخصية، أم ماذا؟ وكيف أتخلص من هذه المشكلة؟ علما بأنني شخص انطوائي، وأشعر أن لدي مشاكل نفسية.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adamaly حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.
ربما مشكلتك تتلخص في معاناتك من شعر قدمك الكثيف الذي سبب لك كل هذه العزلة، وكل هذا الانطواء، والفكرة السلبية عن نفسك أنك ناقص الرجولة، وهذا أدى إلى تدني تقدير الذات لديك.
والحقيقة أن هذه الفكرة السلبية غير صحيحة، وأن الشاب الذي يتمتع بشعر في جسمه أكثر من غيره، هو شاب ممتلئ ذكورة أكثر من غيره، وذلك لأن انتشار الشعر إضافة للحالة الوراثية قد يكون له تعلق بزيادة هرمون الذكورة (التوستيستيرون)، فكلما زاد هذا الهرمون عن الحد الطبيعي أدى إلى زيادة الشعر، أو ما يسمى بالشعرانية، وهو مرض شائع عند النساء، أما الذكور فلا يضرهم زيادة هذا الشعر لأنه متوافق مع الجندر أو الدور الاجتماعي الذي يقومون به.
يمكنك فحص هذا الهرمون في الدم، والتواصل مع الطبيب كي يحدد مستويات هرمون الذكورة عندك، وهل هو في الوضع الطبيعي أم لا؟
ونحب أن نلفت النظر إلى الفرق بين الذكورة والرجولة، فزيادة الشعر يتعلق بهرمون الذكورة وليس بالرجولة، فالرجولة صفات قيمية يتصف بها الشخص، كالشجاعة والكرم والإحسان، فهذا هو الرجل حتى لو لم يكن فيه شعرة واحدة، بينما الذكورة هي مجرد توصيف بيولوجي لنوع الإنسان.
وقد وصف الله تعالى الرجولة في كتابه في هذه الآية الكريمة التي ندعوك لقراءة تفسيرها في سورة النور:
(في بيوت أذن ٱلله أن ترۡفع ويذۡكر فيها ٱسۡمهۥ يسبح لهۥ فيها بٱلۡغدو وٱلۡـٔاصال 36 رجالࣱ لا تلۡهيهمۡ تجـٰرةࣱ ولا بيۡع عن ذكۡر ٱلله وإقام ٱلصلوٰة وإيتاۤء ٱلزكوٰة يخافون يوۡمࣰا تتقلب فيه ٱلۡقلوب وٱلۡأبۡصـٰر 37 ليجۡزيهم ٱلله أحۡسن ما عملوا۟ ويزيدهم من فضۡلهۦۗ وٱلله يرۡزق من يشاۤء بغيۡر حسابࣲ 38﴾.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.