كيف أنال البركة في رزقي وأهلي؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر موقعكم على ما يقدم لنا.

أفيدونى فيما يحدث معي، فهو أمر غريب وبدأ منذ فترة، كلما نويت ادخار المال ليكون عونا للأسرة، أو لتحسين المعيشة وشراء سيارة جديدة -إن شاء الله- تحصل أمور من شأنها صرف هذا المال، مع العلم أن هذا الأمر يتكرر في كل مرة أفكر في الادخار، صرت عند اتخاذ قرار الادخار أنتظر ما الذي سيحدث، للتأكد من هذه الظاهرة، فقد تكون رسالة من رب العالمين يخبرني بها عن شيء يعجز عقلي و حدسي عن الوصول له.

مع العلم أنني -الحمد لله- بالنسبة للصرف اليومي على المعيشة فبفضل الله أنني مقتدر، ولا توجد مشكلة، ومع كل فترة تزداد أعباء الحياة والمصاريف اليومية، والله يقويني على ذلك، ولكن المشكلة في رغبتي بالادخار.

أصبت بالحيرة من هذا الأمر، والله لا يزكي إلا من يختاره، فأنا مواظب على الصدقات، وأنوي الزكاة عند بلوغ النصاب -إن شاء الله- بعد الادخار، دائما أقدم المشيئة في عملي -الحمد لله- وأحافظ على الصلاة و-لله الحمد-، وعلى قرءاة القرآن والتسبيح.

حاولت البحث في أمور حياتي لعل الله يريد إخباري بشيء، أو تكون هذه علامة من الله عن أمر معين، ولكن لم أصل لشيء، فهل الأمر له علاقة بالبركة في المال، أم هو تكفير للذنوب، أم له علاقة بالرزق؟ لأن الله لم يكتب لي الادخار الآن، وله حكمة في ذلك، والله أعلم، فقد يكون زيادة المال فيه فساد لي ولأهلي، أو لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

فنرجو المشورة منكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، نشكر لك دوام تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن ييسر أمورك ويوسع عليك في رزقك، ونبدأ أولا -أيها الحبيب- بتهنئتك بفضل الله تعالى عليك وما من به عليك من المحافظة على الأعمال الصالحة والتوفيق لها، فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاح.

وهي من أعظم أسباب الأرزاق الحسنة، فإن الله تعالى وعد بذلك في كتابه وقال: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، كما أن المعاصي في مقابل ذلك سبب لحرمان الأرزاق، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، وقد أصبت أيها الحبيب في أن ما يقدر الله تعالى للإنسان هو الخير وإن كان يكره ذلك، فقد يقدر الله تعالى عليك أمورا تستدعي إنفاق الأموال، وعدم بقائها في يديك وذلك لحكمة بالغة يعلمها الله، تجهلها أنت.

فقد قال سبحانه وتعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، وهو سبحانه وتعالى يدبر أمورنا بالرحمة واللطف والإحسان، وإذا تذكرت هذه المعاني وعرفت الله تعالى حق المعرفة فإنك ستتلقى هذه الأقدار بكامل الرضا والاطمانان.

فنصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تحرص على ما ينفعك، كما أخبر بذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووصى به، فقال: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"، فخذ بالأسباب الممكنة لتحسين رزقك، وخذ بالتوجيهات القرآنية والإرشادات النبوية في كيفية الإنفاق.

وقد وصف الله تعالى عباد الرحمن أهل الجنة بقوله: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)، وقال سبحانه وتعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما عال من اقتصد"، أي لا يفتقر ولا يصاب الفقر والحاجة من اقتصد في معيشته، والآيات الدالة على هذا المعنى والأحاديث كثيرة جدا، فخذ بهذه الإرشادات الربانية والنبوية وأقم حياتك عليها، وستجد الخير الكثير -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير، ويبارك لك في رزقك ويوسعه.

مواد ذات صلة

الاستشارات