السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية عمري 20 سنة، منذ خمس سنوات كنت أدرس بشكل طبيعي، وفجأت أتتني فكرة أن الدراسة ليس لها أي أهمية، وليس لدي الرغبة في الدراسة من الأساس، وأصبح السؤال: لماذا أدرس؟ رغم أن عندي أهدافا أدرس من أجلها، لكن تلك الأهداف صارت سرابا بعد تلك الأفكار، أصبح الشغف يقل تدريجيا، وحاولت مقاومة تلك الأفكار، علما أني كنت متفوقة في دراستي.
مرت سنتان على تلك الحالة، وعدت طبيعية، وحققت أول هدف من أهدافي، ولكن عادت تلك الأفكار مرة أخرى، وقل الشغف مجددا ولا أعرف إذا كنت أستطيع مقاومته مرة أخرى، أم لا!
علما أني أصبت بوساوس متعددة خلال الخمس سنوات، منها أنني سأصبح مجنونة، وخوفي من الانتحار وأذية النفس، أصبحت أتوتر عندما أشرب الماء، وعندما أستحم.
أخشى أن تستمر تلك الأفكار معي مدى الحياة، أصبحت أشعر أنه يجب علي إيجاد مبررات لكل شيء أفعله، لماذا أقوم بذلك الشيء؟ لماذا يجب علي الاهتمام بنفسي؟ لماذا أشرب الماء؟ وهكذا، لقد تعبت من كثرة التفكير في المبررات، وغيرها من الوساوس الانتحارية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shrouk حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -بنيتي- عبر موقع اسلام ويب ، ونشكرك على تواصلك معنا بهذا السؤال.
أولا: أحمد الله تعالى على أن أمدك بنعمة الذكاء والقدرة على الدراسة والتفوق، فهذه نعمة ومسؤولية، نعم، يمكن للإنسان أن يصاب أحيانا وبشكل فجائي ببعض الأفكار الوسواسية القهرية التي تجعله يشكك بأمور أساسية موجودة في حياته.
في حالتك أنت أتتك بشكل أسئلة: لماذا الدراسة؟ وما هدفها؟ ولماذا العلم والتحصيل؟ بل لماذا شرب الماء ورعاية الذات؟ بل حتى لماذا الحياة؟ إلى آخره، لا شك هذه أفكار وسواسية قهرية ليست تحت سيطرتك، وإنما تقتحم عليك عقلك من حيث لا تدرين، ولكن كما قدرت أن تدفعيها عنك في الماضي فلا يوجد سبب يمنع من دفعها مجددا، ومعك الحق، فمثل هذه الأسئلة التشكيكية تجعل الإنسان يفقد الشغف بالحياة والدافعية، لذلك أنصحك أن لا تستسلمي لها، وأمامك هنا خياران:
الخيار الأول: أن تحاولي كما فعلت في الماضي دفع هذه الأفكار القهرية وعدم الاستسلام لها، وإنما صرف انتباهك ووقتك وجهدك في دراسة ما تودين دراسته.
الخيار الثاني: أن تزوري قسم الإرشاد الطلابي في الجامعة، فمعظم الجامعات فيها قسم لهذا الأمر، ولعل الأخصائية النفسية أو الطبيب النفسي يؤكد تشخيص الوسواس القهري، ويبدأ معك بالخطة العلاجية، سواء كان العلاج النفسي السلوكي المعرفي أو من خلال العلاج الدوائي أو كليهما معا.
أدعو الله تعالى أن يشرق عليك بالصحة والعافية، وأن يعينك ليس فقط لتنجحي، وإنما لتحافظي على تفوقك.