السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عربي عمري 25 سنة، وحاليا أقيم في مصر، تعرفت منذ فترة إلى فتاة مصرية وارتبطنا، وجهزت نفسي للزواج وتحدثت مع والدها وطلبت موعدا للتقدم لها، ولكن والدها رفضني مباشرة حينما علم أنني من بلد آخر، ولم يعطني أي فرصة لمقابلته، أو شرح وضعي له، رفضني بحجة أن الفتاة ترغب في إكمال دراستها.
علما أنها خطبت مرتين في الفترة الماضية، ووالدها وافق والفتاة رفضت، ماذا أفعل مع والدها حتى أقنعه وأجلس معه؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
دائما نحن نتمنى لو أن شبابنا يبدؤوا بالخطوة الأخيرة فيجعلوها الخطوة الأولى، فأول الخطوات عندما يتقدم الإنسان لفتاة، أو يجد في نفسه ميلا إليها، أول الخطوات هو أن يطرق باب أهلها، ليتأكد من إمكانية إكمال المشوار وإمكانية الزواج، ثم بعد ذلك يرتبط بعلاقة شرعية، لها غطاء شرعي، تبدأ بالخطبة.
أما أن تتوسع العلاقة بين الشاب والفتاة؛ ثم بعد سنوات من الانتظار يتفاجئوا بمثل هذه الردود؛ فهذا له مردود سيء على الطرفين، تضرر الفتاة ويتضرر الشاب، ولذلك لا نملك إلا أن نوصيك أولا بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله.
الأمر الثاني: تكرار المحاولات، فلا تيأس واستعن بالله ولا تعجز، وكرر المحاولات، لأن تكرار المحاولات يشعر أهل الزوجة أنك جاد في طلبك، ولكن اجعل بين كل محاولة وأخرى فترة زمنية مناسبة حتى لا يضجر أبوها.
الأمر الثالث: إدخال أصحاب الوجاهات والمؤثرين، فتنظر في من يمكن أن يكون له تأثير على والد الفتاة من أهل الوجاهات مثل العلماء والدعاة وأئمة المساجد، أو الكبراء والوجهاء في الحي، فتستعين بهم حتى يتوسطوا لك عند أبيها.
كذلك أيضا الاجتهاد في تحسين وضعك حتى يقبل بك والد الفتاة، الإنسان عليه أن يبذل ما يستطيع من أجل أن يؤمن المخاوف عند الفتاة وعند أهلها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
الأمر الرابع: أن يكون للفتاة أيضا دور في إقناع أهلها، ويمكن للفتاة كذلك أن تستعين بمن له وجاهة وكلمة مسموعة عند أبيها كجدها وجدتها وأعمامها ونحو ذلك، ولكن أرجو أن توقف أي علاقة وأي تواصل حتى تصبح هذه العلاقة علاقة شرعية، لأن العلاقة بدأت بطريقة كان فيها نوع من التجاوز، فأنت واصلت معها العلاقة وتعرفت عليها، كل ذلك دون علم أهلها الذين هم الأولياء.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.