السؤال
السلام عليكم
أنا شخص متزوج وعندي أخت مطلقة، وعندها 3 أطفال في عمر 13و12و7 سنوات، وزوجها غير موجود، ولا يصرف عليها، فنقوم أنا وإخواني بدفع ما يلزمها، ولكن أصبح هناك صعوبة بالمعيشة، وأبناؤها بالمدارس.
أخذت بيتا بالأجرة ولكن لا نستطع تحمل المصاريف، فاقترحت على زوجتي أن أستأجر بيتا أكبر وآخذها للعيش عندنا فترة لحين استقرار الأوضاع، فكانت إجابة زوجتي أنه عندما تأتي أختي ستقوم بالذهاب لبيت أهلها وتغادر منزلي.
أنا لا أستطيع التفريط بأختي وأطفالها، فما هو التصرف الصحيح؟ علما بأن هنالك أشياء أخرى لا تعجبني بزوجتي، ولم يتم إخباري بها قبل الزواج.
أرجو الإجابة بشكل ديني ومريح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يجعلك ممن يقوم بما عليه من الواجبات تجاه زوجته وتجاه إخوانه وأخواته، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تعلم هذه الزوجة الكريمة أن الشرع الذي يطالبك بأداء حقوقها هو الشرع الذي يطالبك بالإحسان إلى هذه الأخت، ونسأل الله أن يعينك على الموازنة بين الأمرين، ونحن لا ننصحك بالتفريط في زوجتك أو ظلمها أو انتقاص حقها، ولا ننصحك أيضا بالتقصير في حق هذه الأخت.
أرجو أن يتحمل الأشقاء إخوانك معك ما تستطيعه، وإذا كنتم تستطيعون أن توفروا لها سكنا مريحا إلى جوار مسكنكم فهذا هو الأصل، أو استطعت أن توفر بيتا شرعيا مفصولا، يعني تكون في البيت معكم لكن يكون لها منافعها الخاصة في مكانها الخاص في داخل بيتك، وعند ذلك ستقل فرص الاحتكاك بينها وبين زوجتك.
أيضا كنا بحاجة إلى أن نعرف: يا ترى ما هي أسباب هذا الرفض من الزوجة؟ هل صارت مواقف؟ هل حصلت احتكاكات مع هذه الأخت؟ وإلا فالزوجة لها حقها، والأخت أيضا لها حقوقها الشرعية التي ينبغي أن نقوم بها تجاهها في حال تقصير الآخرين، والأخت بمنزلة رفيعة كذلك.
نسأل الله أن يعينك على التوازن بين الأمرين، لا تشدد على زوجتك، ولكن كن واضحا معها، وليس في الشرع ما يدعوك إلى التقصير في حق الأخت، ولكن الأمر يحتاج إلى موازنة، فلا تظلم زوجتك لأجل هذا الأمر حتى تتبين أيضا أسباب هذا الرفض.
أما ما ذكرت من عيوب كانت فيها قبل اختيارها وقبل الزواج منها وأخفيت عنك؛ فنحب أن ننبهك إلى أنه قل أن يجد الرجل امرأة بلا نقائص، ولا يمكن للمرأة أن تجد رجلا بلا عيوب، فنحن بشر والنقص يطاردنا، والنبي صلى الله عليه وسلم يعطينا ميزانا: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
الغيرة بين النساء من الأمور المعروفة، تكون صعبة، وعلى الرجل أن يحسن إدارة الغيرة بين أمه وزوجه، وبين أخته وزوجته، وبين الزوجات إذا كان متزوجا بأخريات، يعني: هذه من الأمور التي تحتاج إلى حسن إدارة، وحسن إدارة الغيرة بأن يتحمل الإنسان نتائجها، ولا ينصح، ولا يتدخل إلا إذا تحولت إلى معصية أو مخالفة شرعية، وهذا هو هدي النبي عليه صلاة الله وسلامه، الذي احتمل غيرة الزوجات، وما كان يتدخل إلا عندما تتحول الغيرة إلى غيبة أو نميمة أو إساءة أو عدوان، عند ذلك يرد هذه التي ابتعدت عن الحق إلى الحق والصواب، عليه صلاة الله وسلامه.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر لك الشكر على المشاعر النبيلة تجاه أختك وأولادها، وأيضا ندعوك للاهتمام بالزوجة وإعطائها حقها، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.