السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عندي مشكلة منذ الصغر، ألا وهي أصوات البطن، لما كنت صغيرة وبالمدرسة أذهب أختبر أو إذا كان الصف هادئا فبطني يبدأ يطلع أصواتا وأنا أتوتر من هذا الصوت، ويحرجني كثيرا.
صرت انطوائية، وما أحب أن أقابل الناس منذ صغري إلى الآن، وأنا بعمر 25 سنة، ولا أحب أن أزور أحدا إلا المقربين جدا، وصار عندي اضطراب اجتماعي.
كذلك أنا أواجه مشكلة في الدوام، تصير اجتماعات وبعضها اجتماعات مع أناس ذوي شأن، وعندما أعرف أن هناك اجتماعا، تدور الدنيا علي، وأفكر كيف أخفي صوت بطني، وأكون متوترة طول الأسبوع حتى ينتهي الاجتماع وأرتاح، ويكون الهم انزاح.
ما هي هذه الحالة التي أمر بها، وخاصة أنه بحكم عملي يتطلب كثيرا أن أقابل الناس، علما بأني لا أتوقع أبدا أنه قولون، وأظن أنه شيء مرتبط بالنفسية، ويمكن التوتر يزيد لي الأصوات، بدليل لو أكون لوحدي تكون الأصوات جدا خفيفة، ولاحظت أن الأصوات عندي تزيد بعد الأكل، وكأنه يصير عملية هضم داخل بطني وأسمعها، أما أصوات الجوع فإني أقدر أن أتحكم فيها.
أنا لا آكل كثيرا لكن إذا أكلت ترجع الأصوات أقوى وأقوى، فهو شيء محرج، والمشكة أن الذين حولي كلهم بطونهم طبيعية، وتظهر عليهم الراحة، وأنا الوحيدة القلقة.
لا أعرف ماذا أعمل؟! وقد سبق وجربت حبوب الفحم ولا أحس أنها أفادتني كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الحقيقة إن القولون والأمعاء لها حركة دورية لا إرادية، تسمى peristalsis، تساعد في نقل الطعام من منطقة إلى منطقة أخرى في الجهاز الهضمي، وهذه الحركة الدورية الطبيعية قد تظهر بشكل طبيعي في موجات أسرع، ومسموعة، وتسمى Peristaltic waves.
تزيد هذه الموجات مع حالة التوتر والقلق، ولذلك تخف تلك الموجات المسموعة من حركة الأمعاء في المنزل بعيدا عن الناس، وتكون أكثر وضوحا عند الاجتماعات واللقاءات الأسرية، حيث يشتد التوتر والقلق.
حالة التوتر هذه أدت إلى ما يعرف بالخوف الاجتماعي، أو social phobia، والخوف الاجتماعي والتوتر والقلق كل ذلك يؤدي إلى اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الذي يفرز معظمه من القولون نفسه.
لذلك بداية يجب أن نحصل في الطعام على الكثير من الماء والألياف الطبيعية، لمعالجة عسر الهضم، والتخلص من الغازات ويمكن تناول عصير أوراق النعناع الطازج مع الليمون، وهو مفيد جدا في تخفيف الشعور بالغازات وألم البطن.
كما أن تناول منقوع بذور الشيا chia seeds (5 ساعات) ملعقة كبيرة من البذور مضافة إلى كوب ماء يفيد جدا في علاج القولون، والغازات والإمساك، كما أن تناول ملعقة كبيرة من الصمغ العربي على كوب من الماء يساعد في تفريغ القولون في الصباح الباكر قبل الخروج.
من المهم تناول الزبادي اليوناني greek style وتناول كبسولات بروبيوتك probiotic، وهي كبسولات بكتيريا نافعة تساعد في علاج عسر الهضم، والانتفاخ، مرتين في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، كما يمكنك تناول أقراص disflatyl عند الشعور بالامتلاء.
إذا استمرت تلك الأصوات المسموعة بعد تلك الإجراءات، فلا بأس من تناول أحد الأدوية الذي يضبط مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ، وبالتالي يقل التوتر والخوف الاجتماعي، وتقل تبعا لذلك أصوات البطن المحرجة، وهذه الأدوية موجودة في المراكز الطبية.
وفقك الله لما فيه الخير.