هل القلق يسبب آلام القلب؟

0 24

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة متزوجة، عمري 31 سنة، منذ 8 أشهر أصابتني نوبة اعتقدت أنها قلبية، أحس أن قلبي ينبض بسرعة، وأحس بدوار وغثيان، وحين توجهت للطبيب قال بأنه لا داعي للقلق، بعدها بيومين أصبت بنفس النوبة، وذهبت لطبيب القلب، وأجرى لي تخطيطا 24 ساعة، واتضح أن هناك دقات تحدث مرتفعة قليلا وليست بالكثيرة، وطمأنني الطبيب بأن سببها القلق والتوتر، وليست عضوية، وأعطاني flecaine 100 لتنظيمها.

بعد مدة قصيرة أصابتني نوبة أقوى من الأولى، خفقان قوي وتنميل وخدر في الرأس والأرجل، واعتقدت أني سوف أصاب بجلطة دماغية، وتوجهت فورا للمستشفى، وشخصت حالتي على أنها نوبة هلع قوية، وقرر طبيب القلب إرسالي لطبيب نفسي.

تحسنت فترة بعد العلاج النفسي، ولكن منذ مدة أصبحت أفكر في الأمراض كثيرا، فمثلا أحس أن قلبي يؤلمني، وتأتيني أحيانا آلام في منتصف الصدر من الأمام والخلف، تكون قوية جدا تزداد مع الحركة، وأرتاح حين أعمل المساج، لكني أصبحت أحس بقلق شديد على صحتي، أحس دائما أني مريضة، وأني سأصاب بمرض عضوي، فمرة أفكر بقلبي، بعدها تصبح دقات قلبي غير منتظمة، ويزيد التوتر، ومرة أحس معدتي منتفخة جدا، وتضغط على قلبي، وأقول معدتي مريضة بشيء خبيث، خاصة أن لدي بواسير وناسورا يؤلمني جدا، وأخاف الذهاب للدكتور.

لقد تعبت جدا، أصبحت نوبات القلق تأتيني بشكل أكبر، فمثلا البارحة أصابني ذعر أني سأصاب بجلطة دماغية، فأصبحت أحس بتنميل وخدر، وأحس أني منفصلة عن جسمي، أكاد أصاب بالجنون، لم أستطع تصديق أن حالتي نفسية، وأظن بأنه سوء تشخيص من الطبيب، فهل القلق يسبب آلام القلب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
رسالتك واضحة جدا، وبالفعل الذي حدث لك هو نوبات فزع أو هلع أو هرع -كما يسميها البعض- وهي متكررة،- وما هو إلا نوع من القلق النفسي الحاد جدا، والذي قد يأتي دون سبب ودون أي مقدمات، وبما أن المكون الفسيولوجي الجسدي شديد في هذه الحالات يحس الإنسان بالخوف الشديد، وتسارع ضربات القلب يعطي شعورا كأن الموت قد دنا، ويكون الإنسان في نوع من الوسوسة والتوجس المستقبلي، الذين تأتيهم نوبات الهرع بعد أن تنتهي النوبة يبدأ معهم بعد ذلك ما نسميه بظاهرة القلق التوقعي، ويتساءل دائما: متى سوف تأتيه النوبة الثانية أو أنها سوف تأتيه، وسوف تكون خطيرة، وهكذا، أنا أؤكد لك أن هذه الحالة حالة نفسية مئة بالمئة، ولا علاقة لها أبدا بأمراض القلب، وقلبك سليم إن شاء الله تعالى.

أنت بالفعل محتاجة لأحد الأدوية الفعالة والممتازة، أحد الأدوية التي تعالج نوبات الهلع والفزع، وكذلك قلق المخاوف وما يتبعه من وسوسة، فأنت الآن أصبحت تحت الشكوك والارتياب أنه ربما تأتيك جلطة أو شيء من هذا القبيل، هذا كله ليس صحيحا، أسأل الله تعالى أن يحفظك.

الدواء الذي أنصحك بتناوله يسمى (اسيتالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (سيبرالكس) وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، تبدئين في تناول الدواء بجرعة نصف حبة -أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- يوميا كجرعة بداية، تستمرين عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها عشرين مليجراما يوميا كجرعة واحدة، ويفضل تناول هذا الدواء في أثناء النهار، أما إذا سبب نعاسا للإنسان -وهذا نادرا ما يحدث- ففي هذه الحالة يكون تناوله ليلا.

استمري على جرعة العشرين مليجراما لمدة شهرين، بعد ذلك ارجعي للجرعة الوقائية، بأن تخفضي العشرين مليجراما وتجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول السيبرالكس. وهو من الأدوية الفاعلة السليمة وغير الإدمانية، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، فقط ربما يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، وإن حدث لك شيء من هذا فيجب أن تتخذي التحوطات اللازمة حتى لا يزداد وزنك.

بجانب العلاج الدوائي هنالك ما نسميه بالعلاج عن طريق (صرف الانتباه)، وذلك من خلال تجاهل هذه النوبات، ويقول الإنسان لنفسه: (حتى وإن حدثت فهي بسيطة، ولن يحدث منها أي شيء)، الإنسان الذي يجرب الشيء فيما مضى يجب أن يكون أكثر تفاؤلا، بأن الحالة قد أجهضت وانقضت فيما مضى، فسوف تجهض مرة أخرى إذا أتت، وحتى إن أتت لن تأتي بنفس الشدة والقوة السابقة، وعموما الدواء سيكون واقيا جدا بالنسبة لك.

أشغلي نفسك فيما هو مفيد، تجنبي الفراغ، لا تكثري من شرب الشاي والقهوة بكميات كبيرة، وهنالك تمارين نسميها تمارين الاسترخاء، مهمة جدا بالنسبة لك. تمارين التنفس المتدرجة، تمارين قبض العضلات وشدها، أرجو أن تطبقيها، حيث توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، فيمكنك أن تستعيني بأحد هذه البرامج، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك أن ترجعي إليها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات