السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أعاني من مشكلة منذ صغري، حيث أني أحس بضيق واكتئاب شديد كلما اقترب أبي مني، أو حين يكلمني، بحيث أرغب في إنهاء الحديث معه بسرعة! ولا أطيق حتى أن يتحدث عني مع أحد آخر!
الغريب في الأمر أني واثق أني أحب والدي، وفي بعض الأحيان قد أبدأ في البكاء عندما أتذكره. وما يؤثر في أنه يحاول التقرب مني ولكني أصده، ولا أعلم هل يحس بهذا الصدود أم لا؟
أحاول أحيانا أن أتحامل على نفسي وأتقرب منه، لكن دون جدوى.
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
وعندي مشكلة أخرى:
من فضلكم أنا أواجه مشكلة في عدم قدرتي على النوم باكرا، رغم أني أحاول!! وأعود نفسي على النهوض باكرا، لكن في اليوم الموالي لا أستطيع النوم إلا في ساعة متأخرة (الثانية والنصف أو الثالثة)، وحتى إن ذهبت إلى الفراش باكرا فأظل أتقلب ولا يأتيني النوم إلا في ساعة متأخرة.
وهذه الحالة أنا فيها منذ مدة، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذا الشعور بالضيق والاكتئاب الذي ينتابك كلما اقترب والدك منك، هو في الحقيقة شعور غريب وفي أغلب الظن أن مرده أنه ربما تكون حدثت لك بعض الإشكالات والمشكلات مع والدك في أثناء الصغر، وصعب عليك أن تتخطاها حين أصبحت واعيا، ونصيحتي لك هي أن لا تعطي هذا الموضوع أي قيمة، ولابد أن تعترف مع نفسك أن هذا التوجه ليس سليما، فالأب له حقه من البر، خاصة أن والدك يحب أن يتقرب إليك، فمن الأجدى ومن الأجدر أن تكون أنت المبادر دائما.
أرجو أن تكثر من اللقاء به والجلوس معه، وربما تجد صعوبة في بعض الأمر، ولكن بالتدريج سوف تتخلص من هذا بإذن الله، ونصيحتي لك أيضا هي أن تحدد مواضيع معينة، وتقول أود أن أناقش هذا الموضوع مع والدي؛ حيث أن ذلك يؤدي إلى نوع من الترابط المجدي والفعال.
إذن عليك التواصل مع والدك، ولا داعي أبدا لهذا الضيق، فوالدك هو والدك، والحمد لله يجب أن تحس بالسعادة ما دام هو حولك، ويحاول أن يتقرب إليك.
الجزء الثاني، وهو صعوبات النوم الباكر، النوم نستطيع أن نقول أنه عادة بيولوجية وغريزة بيولوجية خص الله تعالى النوم الليلي بميزات كثيرة؛ حيث أن الكثير من المواد الكيمائية التي تريح النفس وتؤدي إلى نمو الجسد واستقرار الإنسان بصفة عامة تفرز في أثناء النوم الليلي، ونستطيع أن نقول مجازا أن النوم يرتب عن ساعة بايلوجية موجودة في مخ الإنسان، والإنسان يستطيع أن يتحكم في هذه الساعة مثل الساعة التي في يده، وذلك بأن يتخذ نمطا وأسلوبا معينا في الراحة والنوم .
نصيحتي لك هي أن تتجنب نوم النهار بأي طريقة كانت.
ثانيا: عليك أن تذهب للفراش نقول حوالي الساعة التاسعة مساء، وربما لا يأتيك النوم في الليالي الأولى، ولكن صدقني بعد ذلك سوف تجد أن النوم أصبح يأتيك في هذا الوقت؛ حيث أن ساعتك البايلوجية بدأت في الترتيب الصحيح، وقطعا يجب أن ترتب نفسك على أن تستيقظ لصلاة الفجر، وهكذا .
هذه طريقة فعالة وطريقة ممتازة جدا.
إذن دع النوم هو الذي يبحث عنك، ولا تبحث عنه أنت، وعليك أيضا أن تتجنب تناول أي مشروبات ومواد تحتوي على المواد المنبهة مثل الكافيين، وهذه المادة توجد في الشاي والقهوة والببسي والشكولاتا.
وسيكون من المفيد لك جدا أن تمارس أي نوع من التمارين الرياضة، خاصة في فترة الصباح، كما أن شرب الحليب الدافئ يساعد في النوم، ولابد أن يهيأ المكان، ويكون هادئا، ويجب أن لا يكون في الغرفة أي تلفزيون، ولا تستمع إلى المذياع أيضا في هذه الفترة، ويمكنك أن تقرأ قبل النوم قراءات بسيطة ليست من النوم المتع، فهي تساعد أيضا في ترتيب النوم، ولا شك كما نذكر دائما أن أذكار النوم تعطي الإنسان راحة البال والطمأنينة، والنوم الهانئ بإذن الله .
وبالله التوفيق.