السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي القلبية لك -يا دكتور-، وجزاكم الله عنا كل خير.
منذ ثلاث سنوات عانيت من أزمة قلبية، كان عمري حينها 43 سنة؛ والسبب أنني مدخن، ودخنت السجائر بكثرة في تلك الليلة.
أعتقد بأنني تعرضت لأزمة نفسية بسبب رعب الأزمة القلبية، أصبحت النوبات التي تشبه الذبحة تأتيني دائما، وكل مرة أدخل الطوارئ وأجري تخطيطا للقلب والإيكو والنتائج سليمة.
أخبرني الأطباء بأنني سليم ولست مريضا بالقلب، ومشكلتي في الجهاز الهضمي، أجريت القسطرة بعد فشل اختبار الجهد، وتبين أن لدي شرايين عصيدية، وتضييقات لم يخبرني الطبيب نسبتها بسبب صغرها، وترهلا بالأمامي النازل.
أجريت تنظير المعدة والقولون وعندي التهاب مزمن بالمعدة، وقرحة، وجرثومة الهيلوكوباكتر، سؤالي هل ما يحصل معي بسبب القلب، أم له علاقة بالجهاز الهضمي؟ علما أنني أعاني من قولون عصبي متهيج.
والنوبة تأتي مصحوبة بألم في كامل الجهاز الهضمي، وأحيانا بآلام في الصدر، وأحيانا بضيق في التنفس وتسارع بالقلب يصل إلى 100، وأحيانا بألم في الذراع ونغزات، ودائما أتجشأ وأعاني من الغازات، وغالبا تذهب كل الأعراض بعد تناول البابونج أو الخروج.
علما أنني أمشي مشيا سريعا ولا أتعب، ولا أشعر بآلام الصدر، ولكني أتعرق كثيرا، وأحيانا أشعر بألم في الجهاز الهضمي وتعب لأقل مجهود، وتأتيني أحيانا حالة خفقان ورفرفة بالقلب.
شكرا لجهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الحقيقة فإن التدخين يمثل أهم عوامل الخطر risk factors على القلب، والجهاز الهضمي، وعلى الرئتين، واختصارا على الجسم كاملا، حتى لا نظل نعدد في أجهزة الجسم المختلفة، والحل في يديك في الإقلاع عن التدخين.
ومن المعروف أن دم المدخن طوال الوقت محمل بالغازات السامة من أول وثاني أكسيد الكربون الموجودة في السيجارة، وهذه الغازات السامة تمنع الدم من نقل الأكسجين؛ لأن الهيموجلوبين له قابلية لتلك الغازات 210 مرة أكثر من قابليته لحمل الأكسجين، مما يؤثر في النهاية على عملية إنتاج الطاقة في الخلايا، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب والإجهاد، ومع وجود ضيق في الشرايين تحدث الأزمات القلبية وقد تتكرر.
ومن المهم أن تكون إيجابيا وتعمل على التوقف الفوري عن التدخين من خلال الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وهي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، ولا تحتاج إلا إلى أسبوعين فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي يسببها التدخين، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
وعلاج جرثومة المعدة من خلال تناول كبسولات pylera، يتم تناوله ثلاث كبسولات سويا كل 6 ساعات لمدة 10 أيام، حيث تحتوي علبة الدواء على 120 كبسولة، وهو دواء فعال في علاج جرثومة المعدة، أما الأدوية التقليدية وتسمى بالعلاج الثلاثي لجرثومة المعدة، فهي عبارة عن نوعين من المضادات الحيوية مع دواء مضاد للحموضة.
وللمساعدة في علاج الجرثومة يمكنك تناول الزبادي اليوناني Greek style yogurt، وتناول ماء مضاف له ملعقة خل تفاح عضوي على لتر ماء، ويمكن تناول براعم بروكلي، وتقسيم الوجبات إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وتجنب: المقليات، والزيوت، واللحوم المصنعة، والتوابل الحارة، وتجنب النوم مباشرة بعد وجبة العشاء.
والقولون العصبي مرض وقائي من الدرجة الأولى، بحيث أن تناول الغذاء الصحي والوجبات الخفيفة والمتكررة يساعد كثيرا في الشفاء، ويمكنك تناول عصير أوراق النعناع والريحان مع الليمون والقليل من العسل، على أن يعتبر العصير الرسمي لكل أفراد الأسرة.
كما أن تناول كبسولات البكتيريا النافعة probiotic مرتين في اليوم يساعد في علاج عسر الهضم، ويخفف من مشاكل القولون، كما يمكنك تناول حبوب Duspatalin Retard، والاسم العلمي mebeverine، مرتين في اليوم مهم في علاج القولون العصبي.
وللتخلص من الشعور بالانتفاخ والغازات، يمكنك تناول ملعقة من منقوع بذور chia لمدة 5 ساعات، مع ملعقة من الصمغ العربي على كوب من الماء، وسوف تتخلص من الغازات والشعور بالانتفاخ والإمساك.
ونؤكد دائما على أهمية ضبط مستوى فيتامين D، من خلال أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، أو جرعة 200000 وحدة دولية، حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا، لمدة 12 أسبوع، مع الحرص على تناول المكملات الغذائية، مثل: حبوب المغنسيوم 500 مج، وحبوب الكالسيوم 500 مج، وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في الصيدليات وفي محلات المكملات الغذائية.
وفقك الله لما فيه الخير.