السؤال
السلام عليكم.
لقد أحببت فتاة عبر مواقع التواصل حبا صادقا، وهي تحبني أيضا، ولقد أخبرت أمها عن موضوع حبنا، وأنا أريدها على سنة الله ورسوله، وأريد أن أخبر أهلي كي أذهب لخطبتها، ولكن بعد ما أخبرت أمها اكتشف أن الفتاة كانت تتحدث مع شباب عبر مواقع التواصل محادثات فقط، فهي لم تخرج مع أي شاب.
أهلها من عائلة متدينة ومعروفة، أبوها صائم مصل، وأمها كذلك، ولكن اكتشف أن الفتاة تتحدث مع الشباب، وهي لم تنكر الأمر، وتحدثت لي عن ماضيها، وأنها كانت طائشة، وحلفت لي على المصحف الكريم أنها لن تفعل هذا التصرف مرة أخرى، وأنها تائبة، وتطلب مني أن أسامحها وأعطيها فرصة ثانية.
الفتاة أخلاقها جيدة فهي طيبة، ولم تخرج مع أي شاب، ولم تفعل أي شيء غير أخلاقي، كانت فقط مراسلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الآن هي محجبة وتفعل كل ما أريده منها، ولكن لا أعرف هل تابت حقا، أم تفعل هذا لكي أتزوجها؟ وأنا الآن حائر هل أسامحها أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن هذا التواصل الحاصل بينك وبين الفتاة لا يقبل من الناحية الشرعية، حتى لو كان الكلام على الطريقة التي ذكرت، وأن أول الخطوات التي ينبغي أن يفعلها الإنسان إذا اكتشف أن هناك فتاة يمكن أن تناسبه، هو أن يطرق باب أهلها، وأن يخبر أهله، حتى يأتي البيوت من أبوابها.
أما أن يبدأ الإنسان في الحديث وتطول بينهما الأحاديث، حتى ولو كانت بالكتابة، ثم بعد ذلك تأتي الخطوة المتأخرة بعد أن تتعمق المشاعر ثم يأتي الإنسان بعد ذلك في عمل غطاء شرعي، وإخبار أهلها، هذا أرجو مما ينتبه له، وأن تستغفروا مما حدث.
الآن أرجو أن توقفوا هذا التواصل تماما، وتحاول أن تسأل على الطبيعة، فمن حقك أن تسأل عن الفتاة، ومن حق الفتاة وأهلها أن يبحثوا ويسألوا عنك، وهذا الأمر ولله الحمد متاح، الإنسان يعرف المكان الذي درس فيه، البيئة التي فيها، ثم يسأل بعد ذلك، لأن موضوع الزواج ومشوار الحياة الزوجية مشوار طويل، خلفه أطفال، خلفه أحفاد، وراءه مسؤوليات، وينبغي أن يبنى على قواعد صحيحة.
وما يحدث من تواصل وادعاء صلاح منك أو منها؛ هذا يسهل على الإنسان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن يعبر الإنسان، يعني: قد تكون أشواقا، وقد يكون فعلا من الصالحين، أو من الصالحات، ولذلك أرجو إيقاف هذا التواصل والبحث في الواقع الفعلي، ولو أن ترسل أخواتك ليذهبوا إليها، وتتعرف على إخوانها، حتى تعرف المداخل الصحيحة، وبعد ذلك تبني حياتك على قواعد ثابتة.
هذا ما ننصحك به، ولا نؤيد فكرة التحقيق معها، وهل ذهبت، وهل تكلمت، كل ذلك ليس لك إليه سبيل، ولا يصلح؛ لأن هذا سيزيد الأمر شكوكا، والعبرة بصلاحها وتوبتها وحجابها وسيرتها الفعلية، وكما قلت: هذا حق للطرفين، من حقها أن تسأل عنك، ومن حقك أن تسأل عنها.
لذلك أرجو أن تتوقفوا أولا طاعة لله، ثم تطلب منها أن تسأل عنك، ثم تحاول أنت أيضا السؤال عنها، وبعد ذلك تنتقلوا للخطوة التي بعدها، وهي إخبار الأهل من الطرفين، حتى تتأكدوا من إمكانية إكمال هذا الزواج، وبعد ذلك تستطيع أن تكلمها بعد أن يكون هناك غطاء شرعي لهذه العلاقة.
إذا كان هذا الغطاء الشرعي خطبة، فإن الخطبة لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام، لكن يستطيع أن يعرف المعلومات الأساسية، ويستطيع أن يتبادل معها النصح، يستطيع أن يزورها في حضور أهلها، ولكن إذا أردتم أكثر من ذلك فينبغي أن تتحول الخطبة إلى عقد نكاح، وبعد ذلك تستطيعون أن تدخلوا في أمور أكثر مما يتعلق بترتيب الحياة وأوضاعها ومستقبلها، والأمور التي تؤسس عليها الحياة الزوجية.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وندعوك إلى أن تكون البدايات صحيحة، لأن البدايات الصحيحة هي التي توصل إلى النجاحات، وقبل ذلك هي التي يرضاها الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.