مشكلتي هي عدم الاكتراث وانعدام الإحساس، فما علاج ذلك؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته.

مشكلتي هي عدم الاكتراث وانعدام الإحساس، ولا أجد لدي أي شغف أو ميل لأمر معين، ولا أجواء معينة أشتاق لها وأحب خلقها والتمتع بها، وأيضا ليس لدي أشخاص معينين أشتاق لهم عندما يغيبون عني، ليس في قائمة عقلي وقلبي أشخاص تهمني معاناتهم مهما حدث لهم من أزمات، لا أحس بشيء تجاههم كيفما كانت درجة قربهم مني، ولكن ضميري لا يسمح لي بأن أتخلى عنهم، فتجدني أمثل دور المهتم، وأقدم كل المساعدات التي أستطيع عليها، وأطمئن من الحين إلى الآخر حتى يمر الخطب، ولكن بيني وبين نفسي لا أحس بشيء في قلبي تجاههم.

مثلا: ليلة زواجي، الزوج فرحان جدا، وأنا الأمر لدي عادي جدا، كأنها ليلة عادية لا فرح لمقابلة الزوج رغم أنني أحبه، ولا حزن لمفارقة الأهل، شعور كأن لا شيء جديد طرأ، ولكني مثلت الدور لكي لا أحبطه، وما زلت أمثل إلى الآن.

بالمختصر كل شيء لا يذهلني ولا يشد انتباهي أبدا! أقف على الحياد في كل شيء حتى فيما يمسني شخصيا، المشكلة هي أن لا أحد يعرف هذا الأمر عني؛ لأنني أمثل دائما، وأجبر نفسي على عيش الأجواء الطبيعية، أضحك وأثرثر وأسأل وأطمئن وأساعد من باب الواجب فقط.

اعتدت الأمر، وفي مرات كثيرة أتعب من هذا التمثيل، وأود أن أتوقف وأصمت، ولا أسأل عن أحد، ولا أقابل أحدا، ولا أكلم أي شخص.

سؤالي: ما هو سبب هذا الأمر؟ وما هو الحل لكي أرجع شغفي ومبالاتي بالحياة وما فيها؟

ملاحظة أخرى: ترافقت هذه الحالة منذ بدايتها مع ضعف التركيز، وتشتت الانتباه، وشرود الذهن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيتها الفاضلة في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك الصحة والعافية.

الحالة التي تمرين بها ربما تكون بسبب اضطراب المزاج، ولكنه متستر، أو كأنه مخفي، ولم يظهر بأعراضه الواضحة، فرغم شعورك بعدم الاستمتاع بالحياة وبمباهجها لكنك تخفين ذلك وتمثلين بأن الأمور على ما يرام.

الأمر - أيتها الفاضلة - يحتاج لمزيد من التقييم لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ذلك، فهل هي عوامل وراثية بيولوجية؟ أم عوامل نفسية؟ أم عوامل اجتماعية؟ ولا بد من معرفة التاريخ الشخصي والتاريخ الأسري والخبرات والتجارب الماضية التي مررت بها منذ الطفولة، وكيف كانت حياتك قبل الزواج؟ وما هي الأشياء التي كانت تسعدك في السابق والآن لم تكن كذلك؟ ولا بد من معرفة نظرتك لنفسك وتقييمك لذاتك ولقدراتك وما لديك من محاسن وعيوب كما ترينها؟ وكذلك نظرتك للبيئة أو للعالم من حولك، وأيضا نظرتك للمستقبل؟ وما هي الأهداف والطموحات؟ وما هي خططك لتحقيقها؟ وما هي المعوقات المتوقعة؟

فهذا كله لا يتم إلا بالجلوس مع الطبيب أو المعالج النفسي لفهم حالتك بصورة جيدة، ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة، وحتى ضعف التركيز والانتباه يمكن أن يكون عرضا من أعراض اضطراب المزاج، ولذلك اللامبالاة وعدم الاكتراث لما يدور حولك من الأحداث، وعدم المشاركة الوجدانية لما يحس به الآخرون.

فنوصيك بتنمية الجوانب الروحية، بفعل الطاعات وتجنب المنكرات، والإكثار من الاستغفار، فلا شك أن كل ذلك يمدك بالطاقة النفسية ويزيل ما بك بإذن الله تعالى، وإذا استدعى الأمر فلا بد لك من مقابلة طبيب مختص، فربما تحتاجين إلى عقاقير دوائية أو إلى جلسات نفسية متتالية، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك الصحة والعافية.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات