السؤال
أمي تعيش في قلق مستمر، حتى في جلوسها مع الناس أو وحدها، فهي تفكر وتتخيل أشياء سوداوية، وأبي كلما طلع أو تأخر ولو ثانية فإنها تقوم بالتفكير والخوف، أرجوكم أعطوني الحل، وهي دائما عصبية للغاية.
وأنا طالبة مثابرة، ولكني دائما لا أنام الليل كله، وأتخيل أصواتا مخيفة، أرجو الرد، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تغريد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد ذكرت أن عمرك 47 عاما، وأنك طالبة، ولكن أتصور أن هذا هو عمر والدتك، وهذا ضروري بالنسبة لنا؛ لأن في هذا العمر يكثر الاكتئاب بصفة خاصة لدى النساء، والأعراض التي أتت في رسالتك بخصوص الوالدة من تفكير وتخيل أشياء سوداوية، وعدم الشعور بالطمأنينة والتفكير والخوف والتوتر، هي في الحقيقة من أعراض الاكتئاب النفسي.
إذن: والدتك مكتئبة، ونصيحتي هي أن تتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وسيكون من أفضلها العلاج الذي يعرف باسم بروزاك، وجرعة البداية هي كبسولة واحدة أي 20 مليجراما في اليوم، ترفع بعد شهر إلى كبسولتين، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهنالك دواء آخر يعرف باسم فلونكسول، يمكن أن تتناوله من حبة واحدة، والجرعة هي نصف مليجرام، يمكن أن تتناول هذه الحبة يوميا لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.
وهذا الدواء يعتبر من الأدوية المدعمة جدا للبروزاك، وتساعد في إيقاف التوتر والقلق والعصبية.
أرجو أيضا أن تهيئي لوالدتك الظروف الاجتماعية المناسبة، ولابد أن يحدث نوع من الحوار معها، وأن تشعر بأهميتها، وأنها لا زالت فعالة في الأسرة، فهذا بالطبع سوف يقلل من توترها واكتئابها إن شاء الله.
أما بالنسبة لك، فموضوع النوم هو في الحقيقة بالنسبة لك يعتبر هاما في هذه المرحلة، وعليك أن تنظمي وقتك، وأن لا تنامي في أثناء النهار، وأن تمارسي بعض أنواع الرياضة، فهذا إن شاء الله يساعدك كثيرا، ولا تشربي أي شاي أو قهوة بعد الساعة السادسة مساء.
وبما أنك تتخيلين أصواتا مخيفة، ربما يكون لك أيضا بعض الميول للقلق، وفي هذه الحالة أنصحك أن تأخذي أحد الأدوية لفترة قصيرة، والدواء يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تأخذي منه حبة واحدة ليلا لمدة شهرين فقط، وسوف تجدين فيه إن شاء الله نفعا كثيرا.
وبالله التوفيق.