مشكلة التدخين وأضرارها وكيفية مكافحتها في المجتمع..

0 15

السؤال

السلام عليكم

المشكلة هي أن بلدي يحتل أعلى نسبة تدخين في الشرق الأوسط، والعديد من الشباب وحتى الأطفال يدخنون، وهذا يجعلني أشعر بالمرض، ويجعلني أشعر بالتوتر والقهر، فأنا منذ سنوات عندما كان عمري 13 سنة، رأيت طفلا صغيرا، يشتري سجائر ويدخنها، وهذا جعلني أشعر بالمرض، وأيضا رأيت في مرة من المرات أمام المدرسة الإعدادية التي كنت أدرس فيها 3 أطفال تبلغ أعمارهم حوالي 11، أو12 سنة يدخنون؛ مما جعلني أتوتر، ولا أصدق ما أراه، وبالأمس رأيت طفلا صغيرا في الشارع يشتري سيجارة من عند البائع ويدخنها، فأنا لا أعرف كيف أمكن لذلك البائع أن يبيع للطفل سيجارة، فهذا سلوك مريض جدا.

قرأت بعض المقالات التي تقول إن التدخين أخطر على الصحة من المخدرات، وقرأت في مقال آخر لدراسة أمريكية أن التدخين يتساوى مع الحشيش في نسبة الضرر الذي يحدث للجسم، وقرأت أن النيكوتين يزيد من الدوبامين في الدماغ؛ مما يؤدي إلى الشعور بالنشوة، ويتسبب في خلل نظام الدوبامين في المخ، وهذا ما تفعله المخدرات، وقرأت أن التدخين يؤثر على وظائف المخ، إلى جانب المخاطر الصحية والنفسية التي يسببها التدخين.

العديد من الناس يظنون أن التدخين رجولة، فالمدخن عندما تأتيه شهوة التدخين، ويتأثر بأقرانه، ويصبح مدمنا على التدخين، ويصبح عبدا للسيجارة، ويدع السيجارة تسيطر على حياته وتدمرها، أنا أرى هذا ضعفا في الشخصية، ونقصا في الرجولة، وأنا أيضا أرى أنه ينبغي إعادة النظر في حكم التدخين، وعده من كبائر الذنوب، أنا أشعر بالمرض بسبب هذا الوضع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بني مجددا عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك المستمر معنا، وقد اطلعت على بعض الأسئلة السابقة التي أرسلتها لإسلام ويب، وإجابات الأساتذة الفضلاء.

بني: نعم مشكلة التدخين في العالم العربي والإسلامي مشكلة كبيرة مع الأسف، وخاصة بين الأطفال واليافعين، أحيانا تغيب قوانين بيع السجائر، بحيث حتى الأطفال والمراهقين يمكنهم شراء هذه السجائر.

بني: لقد أفاض العلماء كثيرا في موضوع التدخين، وأرجح الأقوال أنه يميل إلى التحريم، لما فيه من مضار كثيرة، وصفت بعضها في سؤالك، وواضح أنك متابع لهذا الموضوع.

ولكن دعني أقول -بعد اطلاعي على أسئلتك السابقة وإجابات الإخوة الأفاضل-: يفيد وأنت في هذه المرحلة، وطالما أنك غير مدخن؛ أن تبذل جهدك وتركيزك في أمور تساعدك على التقدم والإنجاز في هذه الحياة، طبعا اهتمامك بمضار التدخين يمكن أن تصرفه عن طريق المشاركة في الحملات التوعوية، والتي توعي الناس بمضار التدخين، عسى أن يهتدي على يديك بعض الشباب، وخاصة اليافعين، بحيث يقلعون عن التدخين بإذن الله سبحانه وتعالى.

ولكن - بني - حاولت أن أبحث في سؤالك ما الذي تريد معرفته؛ فلم أستنتج إلا أنك متابع ومطلع بمضار التدخين، وأنت مستاء من هذا، فهذا طيب، ولكن كما يقال (الذي فينا يكفينا) يعني بمعنى: من الصعب على الإنسان أحيانا أن يصرف جهده فيما يعاني منه المجتمع من أمور كثيرة، ومنها التدخين وغيره.

أرجو أن تصرف كثيرا من جهدك وتركيزك في دراستك، وفي ممارسة بعض الهوايات النافعة، لعلك في المستقبل تتخصص في جانب يكون مؤثرا في منع التدخين، وفي توجيه الشباب لعدم التدخين.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والتفوق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات