ندمت على اسم مولودي الذي اخترته، فما الحل؟

0 42

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعيش في بلد لا يسمح فيها بتغيير الاسم إلا مرة واحدة، استخرت الله واخترت لطفلي اسما ويسر لي، وبعد تسمية الطفل ندمت ندما شديدا لدرجة البكاء، لأن الاسم يجوز للذكر والأنثى وليس قويا، مثل: حمزة، وأسامة، وغيرها من الأسماء.

علما أنني اخترت هذا الاسم بعد الاستخارة، وتغييره حاليا شبه مستحيل، هل أرضى بما قسم الله لي، خاصة وأنني سميت الاسم بعد الاستخارة، أم أسعى إلى تغيير الاسم؟ وهل يعتبر هذا سخطا على اختيار الله؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

قد أحسنت حين استخرت الله تعالى قبل أن تتصرفي هذا التصرف، واختيار الاسم، مع أن الأسماء الحسنة التي يستحبها الشرع الحنيف أمرها ظاهر وواضح، مثل عبد الله، وعبد الرحمن، وأحمد، ومحمد، ومحمود، ونحو ذلك من الأسماء الحسنة بالنسبة للذكور، وفي حق الإناث أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات، وكل اسم ليس من خصائص الكفار، يعني ليس اسما يختص به الكفار، فإنه يجوز للمسلم أن يتسمى به، ما دام ليس منهيا عنه بخصوصه، أو لا يحمل معنى ينهى الشارع عن التسمي به لأجله.

وتحسين الأسماء واختيار أفضلها أمر مندوب مستحب، لكن مخالفة ذلك لا يستدعي كل هذا الندم والحزن الذي يوقعك في شدة البكاء، فالأمر هين وسهل يسير، فإن كان الاسم مما ينبغي أن يغير ويسعى في تغييره فاستعيني بالله سبحانه وتعالى، وحاولي تغيير الاسم، فإن قدر الله تعالى ويسر تغييره -فالحمد لله- وإن لم يتيسر فالأمر سهل يسير.

وأما مجرد ندم الإنسان على شيء بعد أن استخار الله تعالى؛ فليس فيه اعتراض على الاستخارة، لأنه لا يعلم نتيجة الاستخارة على جهة القطع؛ وأن الله تعالى سبحانه وتعالى استجاب دعاءه واختار له هذا، ولكن ينبغي للإنسان المؤمن أن يحسن الأخذ بالأسباب قبل حصول النتائج، ثم بعد حصول النتائج يسلم الأمر لله تعالى ويرضى بما قضاه الله تعالى وقدره.

والخلاصة -أيتها الأخت الكريمة- أننا ننصحك بأن لا تبالغي في هذا الحزن بسبب التسمية، وألا تدعي للشيطان مجالا للوصول إلى قلبك ليغرس فيه أنواع الهموم والغموم بغير شيء يستحق ذلك، فإن إيقاع الإنسان في الندامة والحسرة وأنواعا من الحزن ذاك ما يتمناه الشيطان ويسعى إليه، كما قال الله تعالى: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لنا ولك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات