السؤال
أنا امرأة بعمر 30 سنة، طبيبة متخصصة، أملك نسبة من الجمال -الحمد لله- لدي ثدي أصغر من ثدي، لكن لست مريضة، وليس لدي أي مرض عضوي، الحمد لله.
تعرفت إلى شاب طبيب أيضا، ونوينا الزواج، وقبل الخطبة أخبرته بهذه المشكلة، بنية الصدق وعدم الخداع، وتقبل الأمر وقال لي: إنه معي ويحبني وسيتزوجني لشخصي.
تم الزواج، و-الحمد لله- وبعد رؤيته لي لم يبد أي تفاعل غير عادي، علاقة جنسية عادية، راض وسعيد، لم نتخاصم -والحمد لله- البيت مليء بالحب والفرح والضحك.
فجأة أجد نفسي بعد شهر من الزواج في بيت أهلي وزوجي مصر على الطلاق، على أساس أنه لم يعد يستطيع النظر في وجهي بسبب شكل ثديي، وبأني خدعته، مع أني أرسلت له صورة من النت تشبه شكلي قبل الخطبة، وأنه لم يتوقع ما رأى، وأنه إن زاد يوما آخر معي سيقتل نفسه!
أنا في حيرة، وأعاني، هل صحيح أني خدعته؟ هل ظلمته؟ هل ظلمني؟ هل لديه الحق؟ والله أنا أعاني.
من فضلكم أريد جوابا في أقرب وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
لقد أحسنت -ابنتنا العزيزة- ووفقك الله تعالى لاتخاذ القرار الصواب حين أخبرت زوجك، وأفصحت له عن الحال التي أنت عليها، وهذا من تمام النصح، ونحن على ثقة تامة من أن الله سبحانه وتعالى لن يتركك، وأنه إن فقد منك شيء فإنه سيعوضك بخير منه، فليس صحيحا أنك خدعت هذا الرجل بعد بيانك للحال، ولم تقعي في شيء من ظلمه.
أما هل لديه الحق في أن يطلقك؟ فالجواب: أن الطلاق وإن كان الله تعالى يكرهه – إذا كان لغير سبب مسوغ ومبرر له – إلا أنه يبقى جائزا، وهو مخرج حسن عندما يكره أحد الزوجين الآخر، فلا يستطيع العيش معه لأي سبب من الأسباب، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته).
نحن ندعوك إلى أن تتأملي هذه الآية جيدا، وتعلقي آمالك بالله تعالى، وتحسني الظن به سبحانه، وأنه سيدخلك فيمن وعدهم في هذه الآية بأن يغنيهم، والله على كل شيء قدير (له مقاليد السموات والأرض) ومفاتحهما، والخير كله بيده سبحانه، فلا يعجزه سبحانه وتعالى أن يعوضك بخير من هذا إن أصر هذا الزوج على الطلاق.
لا تدعي الشيطان يتسلل إلى قلبك ويملأه بالحزن والهم والغم، واعلمي أن الله تعالى قد قدر المقادير قبل أن نخلق، وأخبرنا بهذه الحقيقة في كتابه الكريم، وأخبرنا كذلك بالآثار الناتجة عن هذا الإيمان وهذه العقيدة، فقال سبحانه: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم).
الذي يؤمن بأن الله تعالى قد قدر المقادير وكتبها قبل أن نخلق فإنه لا يحزن كثيرا، إذا وقعت عليه مصيبة؛ لأنه يعلم أنها كانت ولا بد أنها ستقع، وأنه لا يتمكن من صرفها ودفعها، فيخفف عنه الله تعالى بهذه العقيدة.
أحسني ظنك بالله، وتوجهي إليه بالدعاء، واشتغلي بطاعته، وإذا أصر هذا الزوج على الطلاق فسيعوضك الله تعالى خيرا منه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.