السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب أبلغ ٢١ عاما، منذ حوالي ١٠ أشهر أتتني نوبة هبوط حاد في ضغط الدم، وتسارع شديد في نبضات القلب، وكاد أن يغمى علي، فنمت لعل بعد الاستيقاظ أكون بخير، ولكن لم يتغير شيء، ما زالت نبضات قلبي سريعة وقوية، والضغط منخفض.
ذهبت إلى الطبيب، وعملت جميع التحاليل وإيكو القلب وتخطيط القلب والهولتر، وكان كل شيء سليما -بفضل الله-، ولكن الهولتر أظهر بعض خوارج الانقباض، وتسارع فوق البطين.
الآن مشكلتي أصبحت في شعوري أن أجلي قريب، وذلك يظهر في علامات واضحة، مثل أن أهلي دائما يتحدثون عن الموت، كذلك يصادف أن أسمع آية عن الموت سواء في البيت أو العمل، وأحيانا أستيقظ من النوم وأسمعها في الراديو، وكأن الله يوصل لي رسالة معينة.
وصرت أسمع عن كثرة الموت المفاجئ، وأسمع عن موت معارف أصدقائي الشباب، وصرت أرى أماكن العزاء في كل مكان حول بيتي، وبشكل متكرر، وهذا لم يكن يحدث من قبل، وحضرت أثناء فترة مرضي الكثير من العزاء، أشعر بأنني القادم، وأنها رسالة من الله أني سأغادر قريبا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- مجددا عبر موقع إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك هذا، وإن كان قريبا من أسئلتك السابقة، التي وردت لهذا الموقع والتي رد عليها في أحد الأسئلة الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، فقد رد جوابا واضحا.
أخي الفاضل: ليس الموضوع في طرح الأسئلة وأخذ الإجابات، وإنما بكل صراحة هو في تطبيق الوصفات التي وصفت لك، وإلا فالإنسان سيدور في حلقة مفرغة.
أخي الفاضل في سؤالك هذا جانبان:
الجانب الأول: الجانب القلبي من تسارع نبضات القلب وهبوط الضغط وغيره، وقد قمت بالتحليلات والفحوصات المختلفة، وطمأنك طبيب القلب أن أمورك طيبة، ما عدا بعض خوارج الانقباض وتسارع فوق بطيني، وهذا أمر معروف نتركه لطبيب القلبية.
الجانب الثاني وهو مرتبط بالأول: فهو ميلك إلى القلق والتوتر والرهاب من أن يحصل لك شيء، وهذا ما يحصل عندك -وعند بعض الناس حيث يصبح انتباههم انتباها انتقائيا-، بمعنى: إذا فكرت بالموت والعزاء، فإنك ستجد العزاء في كل الأحياء التي تمر بها، وفي الشوارع التي تمر بها، لأن انتباهك أصبح موجها لهذا الموضوع بالذات، هذه العزاءات -إن صحت التسمية- كانت موجودة من قبل إلا أنك لم تنتبه إليها بنفس الشكل الذي تنتبه به إليها الآن، لأن فكرة الموت والخوف منه مسيطرة عليك.
أخي الفاضل: الإسلام نعم علمنا ويذكرنا دائما بأن الموت حقيقة من حقائق الحياة، كما يقول تعالى:" كل نفس ذائقة الموت"، إلا أن الإسلام لا يريد منا الخوف الذي يقعدنا عن العمل والحياة، وإنما يوجهنا بحيث ألا نغتر بهذه الحياة، بل نقبل على الحياة بهمة ونشاط وعمل وبذل للجهد وإقامة الخلافة في هذه الأرض، فإذا الخوف المطلوب ليس الخوف المقعد، وإنما الخوف الذي يدفعنا للإقدام على الحياة بهمة ونشاط.
أخي الفاضل: أعيدك مرة ثانية إلى الجواب الواضح الذي وردك من الدكتور الفاضل محمد عبد العليم، ولكن أضيف إليه أنك إن لم تتمكن من تحقيق ما تتطلع إليه من الإطمئنان وراحة البال، أدعوك أن لا تتردد أو تتأخر في زيارة عيادة الطبيب النفسي ليؤكد لك التشخيص، ثم يبدأ معك الرحلة العلاجية، سواء علاج دوائي كالذي وصفه لك الدكتور محمد عبد العليم أو دواء آخر، أترك هذا للطبيب المعالج، وقد يصف لك الطبيب النفسي أيضا بعض الإرشادات السلوكية التي تعينك على تجاوز ما تعاني منه.
أخي الفاضل: كما ذكرت أرجو أن لا تتأخر أو تتردد في الذهاب إلى عيادة الطبيب النفسي، لأن الاستشارة الإلكترونية كهذه تبقى استشارة عن بعد، وأحيانا لا بد من أخذ موعد مع الطبيب كما فعلت عندما ذهبت لطبيب القلبية، وأجرى لك تخطيط القلب وغيره من الاختبارات.
أخي الفاضل: حياتك هامة وعزيزة عليك وعلينا، فأرجو أن تتبع الإرشادات التي وردت في هذا السؤال وفي الرد السابق الذي وصل سابقا، أدعو الله تعالى أن يلهمك صواب الفكر والقول والعمل، وأن يكتب لك الصحة والعافية وراحة البال وطول العمر.