هل تحدث الجلطات ويتوقف القلب بسبب حالات الخوف والهلع الشديدة؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

سؤالي للدكتور محمد عبد العليم جزاه الله خيرا: دكتور أتبع خطوات العلاج كما ذكرتها لي في الاستشارات السابقة بحذافيرها، بحيث صرت أتوصل إلى أن حالة قلق المخاوف الوسواسي (كما شخصتني) ما هي إلا تضخيم لأعراض فيسيولوجية بحتة، ومجموعة أفكار غير منطقية ولا أساس لها من الصحة، والحل الأنسب للخلاص منها هو مواجهة المخاوف، وعدم التجاوب مع تلك الافكار الوسواسية.

مؤخرا كنت أتابع يوتيوب، فوجدت دكتورا قال: إن هرمون الخوف عندما يفرز بكثرة (مثل حالات القلق والهلع والوساوس) يمكن أن يسبب توقف القلب أو الموت أو الجلطات القلبية أو الدماغية، فذهبت لطبيبة عامة فقالت لي: إن كلامه صحيح، وقلت لها: إن الطبيب النفسي قال لي عكس ذلك، وأن تلك الأعراض الفيسيولوجية مثلها مثل تلك التي تحدث أثناء ممارسة الرياضة أو صعود الدرج، فقالت لي الأمر ليس بسيطا كما تعتقد، وأن الطبيب النفسي هدفه طمأنتك وليس أكثر من ذلك، وأن هذه الحالة يمكن أن تؤدي للدخول للمستشفى.

صراحة كلامها كان صادما لي! حيث فهمت من كلامها أن الحالة ربما أن تسبب فقدان السيطرة، أي أن محتوى تلك الأفكار المخيفة يمكن أن يتحقق.

المرجو إجابتي بكل صدق وأمانة علمية، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق الهدوء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -يا أخي- في إسلام ويب.

حقيقة أنا أستغرب كثيرا لبعض المواد الطبية التي يتجرأ أصحابها على نشرها على اليوتيوب، الإنسان يجب أن يمتلك الحقائق، والحق لابد أن يسود ولابد أن يقال، والطبيب الثقة والأمين هو الذي يقول الحقيقة للمريض، حتى وإن كانت هذه الحقيقة مؤلمة، لكن الحقيقة نفسها يجب أيضا أن تقدم بصورة يسهل فهمها وقبولها، هذا -يا أخي الكريم- مهم جدا.

الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للخوف معروفة، فالله تعالى قد هيأ القلب والجهاز العصبي اللاإرادي بأن يتحفز لمواجهة الخوف، وكما هو معروف إذا واجه الإنسان أسدا، إما أن يقاتله أو يهرب منه، هذا مثال طبي معروف جدا، وفي كلا الموقفين يبدأ إفراز مادة الأدرينالين بكثرة وبشدة، وهذه المادة تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، بل قوة في ضربات القلب، ليتمكن القلب من ضغط أكبر كمية من الدم، يحمل الأنسولين، يحمل الأوكسجين، ويذهب إلى العضلات، ليقويها ويثبتها لتساعد الإنسان في المقاتلة، أو ليهرب، وهكذا -يا أخي الكريم-، هذا الكلام الذي يقال إن هذه الحالات يمكن أن تؤدي إلى توقف القلب هذا ليس صحيحا، وأن نسمي هرمون الخوف للأدرينالين، هذا أيضا مسمى ليس صحيحا أبدا، هذا الهرمون له أغراض كثيرة، وله فعاليات كثيرة، وحتى في حالات الخوف يجب أن نسميه الهرمون المحفز لجسد الإنسان ولنفسه ليواجه المخاوف.

الكلام ليس كلاما علميا وليس كلاما صحيحا، وأنا شخصيا أرفضه تماما، وما قالته لك الطبيبة: إن كلام الطبيب الذي أشرت إليه صحيح -مع احترامي الشديد لرأيها- لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح أبدا، هنالك حالات نادرة ونادرة جدا أن الخوف الشديد والمطلق قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وهذا قد يؤدي إلى جلطات بسيطة، هذا نادر من النوادر، وأنت ترى الناس يخافون ويتجنبون المواقف ولا يحدث لهم أي شيء، أنا لم أقل كلاما من أجل أن أطمئنك، لا، أنا قلت كلاما لأنني أملك الحقائق العلمية الصحيحة والرصينة.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تطمئن، هذا الخوف الذي تعاني منه لا أقول لك إنه خوف طبيعي، لا، هو خوف زائد عما هو مطلوب، يجب أن نخاف حتى نحمي أنفسنا، يجب أن نقلق حتى ننجح ونجتهد، يجب أن نوسوس حتى ننضبط، لكن لا يكون بمستويات مفرطة وزائدة، فأرجو -يا أخي الكريم- أن تطمئن تماما أن حالتك أبسط مما تتصور، ومنهجك في تجاهل الأفكار هو المنهج العلاجي الصحيح، وأرجو أن لا تلتفت للمعلومات الطبية غير الرصينة وغير الدقيقة، والتي لا تقوم على الدليل.

هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأرجو أن تقتنع بأن إجابتي هي إجابة صادقة وأمينة وقائمة على الدليل العلمي، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات