السؤال
السلام عليكم.
أنا عندي وسواس قهري منذ سنة، يتعلق بالإيدز! عملت الفحوصات مرتين لأسباب تافهة! أدقق على كل شيء في حياتي، كمخالطة الناس، الوسواس أرهقني!
ذهبت للتبرع بالدم لأطمئن، وكان كل شيء على ما يرام، قام الطبيب بالتعقيم باليود، ووضع الإبرة وخرج بعض الدم اليسير من مكان الإبرة، ومسحه بقطنة، وبعد قليل جاء دكتور آخر لابس قفازين ووضع أصبعه على مكان الإبرة -الجرح- ليحس الإبرة، وهنا أصابني الخوف، لأني قد لاحظت بعض الدم على قفازه، ولا أعرف ماذا أفعل!
ظللت أتابع ماذا يفعل الطبيب وهو لابس نفس القفازين، ودخل إلى غرفته، وخرج، ومن ثم فصل وأخرج الإبر من مرضى آخرين، ومن ثم قام بالتنظيف، ثم عاد إلي وأخذ الإبرة ووضع قطنة، ولم ألاحظ بالمرة ثانية على قفازه أي شيء، ومن الممكن أنه غيره.
بعد أسبوع أصابني توهم، وشعرت بتنميل، وحكة بالجسم تذهب وتعود، وإرهاق خفيف، وأشعر بنوع نعاس كأن عيني تغمضان، وتحت الفك ألم يسير صلب، لا أدري إذا كان غدة! وأصبحت أتوهم أنه -لا سمح الله- انتقل إلي شيء.
علما بأني منذ 3 أشهر آخذ إبرة b12 لأنه عندي نقص، وبقيت آخر إبرة، والتنميل كان يذهب ويعود بهذه الفترة، وأنا لدي حساسية أنف من الجو، وحساسية باللوزتين، وقد راجعت الطبيب، وأخذت مضاد حساسية، وكذلك مضمضة، وقبل أسبوع كان أنفي فيه مخاط مع دم، وعندي طاحونة كانت فيها حشوة لكن تم قلعها، ولا يوجد ألم.
طمئنوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – أخي الفاضل – عبر إسلام ويب، وشكرا لك على تواصلك معنا بهذا السؤال المفصل.
قرأت سؤالك أكثر من مرة، وقلت في نفسي: (هل حقيقة سيطمئن أخونا عبد الله إن قلنا له إن أموره طيبة وإنه بخير؟) حقيقة لا أدري، والسبب أني لا أدري: أنه من الواضح أن عندك ميلا نحو القلق ورهاب المرض والإصابة، سواء كان ذلك الإيدز أو غيره.
الواضح من سؤالك أنك تعاني من خشيتك من الإصابة ببعض الأمراض، بالرغم من أن الأطباء قد طمأنوك، فأرجو من الله عز وجل أن يكون تطميننا لك أيضا يزيدك طمأنينة ويريح بالك.
أخي الفاضل: حقيقة من تجربة طويلة أن الذي يخاف على صحته ويخشى الإصابة يكون عادة أكثر صحة من الناس العاديين، كونه دوما يراقب نفسه ويحافظ على سلامته، وينتبه لكل صغيرة وكبيرة، وبالتالي يعيش حياة طيبة طبيا، إلا أنه يعاني نفسيا خشية الإصابة بهذا المرض أو ذاك.
أخي الفاضل: أمامك خياران، الخيار الأول: أن تطمئن نفسك، وألا تعير كثير اهتمام لبعض الأفكار القهرية التي تأتيك بين الحين والآخر، كأن يكون هناك مخاط دم في الأنف أو غيره، فهذه الأمور تحصل بشكل طبيعي، وحتى عند أكثر الناس صحة.
إذا الخيار الأول ألا تبالغ في الأفكار القهرية التي تأتيك، وأيضا مع هذا الخيار أنصحك بالتوقف عن الذهاب من طبيب لآخر ومن مختبر لآخر، واعتمد على طبيب واحد يعرف قصتك، وهذا ما نسميه عادة (طبيب الأسرة) أي الذي يتابع أمرك وتطورك الصحي، وبالتالي عنده سجل لكل التفاصيل المتعلقة بك.
أخي الفاضل: أما الخيار الثاني فهو: إن لم تستطع تنفيذ الخيار الأول فأنصحك طالما أنك مهتم بصحتك البدنية أن تهتم أيضا بصحتك النفسية، فكما ذهبت للطبيب المختص بالأمراض العضوية؛ يفيد أن تذهب للطبيب النفسي ليؤكد التشخيص هل هو مجرد وسواس قهري يتعلق بالصحة والسلامة أم أنه رهاب المرض؟ وبالتالي سيشرح لك الطبيب طبيعة هذه الإصابة، ويضع لك الخطة العلاجية، سواء كان علاجا نفسيا عن طريق الكلام أو العلاج الدوائي، أو كليهما معا.
أدعو الله تعالى لك براحة البال والطمأنينة لتلتفت إلى أمور حياتك، وخاصة أنك طالب جامعي، وبحيث تركز على بناء مستقبلك، وأدعوه تعالى أن يجعلك ليس فقط من الناجحين بل من المتفوقين.
وبالله التوفيق.