السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أنا أشكر جميع من قام بإنشاء هذه الشبكة الإسلامية المميزة وأسأل الله بأن يجزيهم خيـر جزاء.
لقد بدأ تديني قبل سنتين، وقد أقبلت على الدين بشكل كبير والحمد لله رب العالمين، لا أترك فرضا، وأذكر الله في الصباح والمساء، وأستمع إلى المحاضرات الدينية، وحفظت بعض آيات القرآن كسورة مريم وطه.
أما الآن وهو الجزء المهم.. لقد استمريت سنة تقريبا أو أقل بقليل متدينا جدا وكل شيء ممتاز، ولكن (حسبي الله ونعم الوكيل) بدأت أشعر بشهوات جنسية ورغبة لمشاهدة الصور والأفلام الجنسية - أستغفر الله العظيم، وقد بدأت أشاهد لقطة وراء لقطة حتى وصلت بي الأمور إلى تقريبا الإدمان، ولكني بعد كل مرة أشاهد تلك الأمور، أغتسل وأستغر الله وأتوب إليه وأصلي الفرض المفروض في تلك اللحظة، ولكن في اليوم الثاني أترك الصلاة، وغالبا في اليوم التالي من بعد تلك التوبة أو الثالث أرجع أشاهد تلك الأمور المحرمة. وبعدها أتوب ثم أرجع أشاهدها ثم أتوب ثم أشاهدها مرة أخرى.
حتى في وقت امتحانات الفصل الأول في المدرسة لم أستطع منع نفسي، وذهبت لأشاهد تلك الأفلام مرة أخرى أثناء تحضيري لكثير من الامتحانات، علما بأن اليوم التالي يكون يوم تقديم الإمتحان.
آخ والآن في هذا اليوم قد شاهدت تلك الأفلام مرة أخرى، وبعدها مثل كل مرة أعد نفسي وأعد الله بأني لن أكرر ذلك العمل، ولكني دائما أفشل وأكرره.
فخوفا من أن أكرر تلك المعصية (مشاهدة تلك الصور والأفلام المحرمة) مرة أخرى.. فقد قررت - بعد أن تصفحت الشبكة الإسلامية وقسم الاستشارات - بأن أستشيركم متأملا الرد في أقرب وقت.
فكيف أستطيع التخلص من هذه الشهوات حتى لا أرجع أشاهدها مرة أخرى؟
إجابتكم على استشارتي قد تؤثر بي وتمنعني بأن أكررها.. وأنتم الآن أملي الوحيد لأني قد جربت جميع الطرق لكي أتخلص من هذه المشكلة وقد فشلت.
وأنا الآن خائف جدا ومتوتر بشأن نتائج الامتحانات (فسوف توزع النتائج خلال يومين) لأني كنت أعصي الله حتى في أيام الدراسة، وخاصة في أيام تحضيري للامتحانات، فأشيروا علي ماذا أفعل بشأن هذا أيضا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل الأستاذ/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
سم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فلقد سعدنا جدا برسالتك، ويسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، ونشكرك على ثقتك الغالية بموقعك، ونعاهدك أننا إن شاء الله سنظل دائما عند حسن ظنك، وفي انتظار أي رسالة منك وذلك رغم حزننا الشديد لما يحدث لك، فكم كنا نتمنى فعلا أن يكون بطلنا صاحب الاسم العظيم الرائع أقوى من ذلك في مقاومة الشيطان الرجيم؟
كم كنا نتمنى أن يكون بطلنا محمد قد اتصل بنا ليسألنا عن أمر عظيم من أمور عز الإسلام وتفوق المسلمين، أو أن يبشرنا أنه قدم للإسلام ولوطنه الغالي شيئا قيما مشرفا يرفع رأس المسلمين جميعا إلى عنان السماء؟
ورغم ذلك فكلنا أمل ويقين من أن البطل محمد لم ولن يخيب ظننا فيه أبدا إن شاء الله، وأنه قادر على تخطي تلك العقبة والوقوف أمام الشيطان وأعوانه شامخا كالمسجد الأقصى المبارك الذي يتحدى بحجارته وتاريخه كيد أعداء الله ورسوله.
ولدي الحبيب محمد: لعلك سمعت يوما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصه: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه -طرقه- كلها). ولعلك سمعت كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد). ولعلك سمعت أيضا قوله :(إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية). وبلا شك لقد قرأت قوله تعالى: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) [فاطر:6]. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين لنا مدى حقد الشيطان وكراهيته للمسلمين، بل وحرصه على إفسادهم وإضلالهم، وهذا كله يجعلك في غاية الانتباه واليقظة؛ لأن عدوك أقسم بعزة الله على أن يفسد الناس جميعا ويوقعهم فيما حرم الله، وها أنت الآن قد استجبت له وضحك عليك وصرفك عن الحق والطاعة، وجعلك مطيعا له في معصية ربك ومولاك، ولذلك كلما تبت وتوقفت عن المعصية وصممت على عدم العودة إليها جاءك، وضحك عليك وأوقعك مرة أخرى في معصية حبيبك وربك ومولاك.
السبب الرئيسي في ذلك أنك لم تنتبه لتذكير الله لك بعداوة الشيطان وكيده ومكره بك، وهذه التصرفات التي تفعلها كلها من إغواء الشيطان وكيده أن يدمرك ويضيع وقتك في معصية الله، ويصرفك عن المذاكرة والتفوق، حتى تتحول إلى مسلم بائس يائس فاشل لا تستطيع أن تجد قوت يومك أو أن تعيش عيشة محترمة، وفوق ذلك ينسيك الجرح النازف من قلب الأمة ألا وهو جرح فلسطين الحزينة التي تعاني أشد المعاناة من أشد أعداء الله ورسوله، ينسيك أن الأقصى يناديك: قم يا محمد وانهض فأنا في انتظارك وانتظار اللحظة التي تثأر لي ممن هدمني ودنسني وحرم المسلمين من الصلاة في، فهل يعقل يا ولدي محمد أن يضحك عليك الشيطان إلى هذا الحد؟! هل أنت ضعيف إلى هذه الدرجة؟!
لا يا محمد، أنت إنسان عظيم، وتحمل أعظم الأسماء وابن الأرض المباركة، فلا يليق بمثلك أبدا أن يكون حاله هكذا، قم يا ولدي وانهض وقاوم الشيطان، وأعلن وبكل قوة من أعماق قلبك لم ولن أسمع كلام الشيطان بعد اليوم، واعلم أنك قادر على ذلك ورب الكعبة، وأن حل مشكلتك فيك أنت، أنت وحدك القادر بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة أن توقف هذه التصرفات، وأن تتركها إلى غير رجعة، وألا تعود إليها أبدا، فهل تفعل ذلك يا ولدي؟ صدقني لديك قوى عظمى، ولكنك تنتقص نفسك ويضحك عليك الشيطان ويستدرجك وأنت غافل، فقط انتبه وقف مع نفسك، وخذ القرار الجريء والشجاع لن أفعل ذلك بعد اليوم أبدا مهما كانت الأسباب، وهذا هو سبيل العلاج الأولى .
وهناك عوامل يمكنها أن تساعدك كذلك في الثبات على هذا القرار منها:
1- الدعاء والإلحاح على الله أن يثبتك على الحق وأن يرد عنك كيد الشيطان.
2- ابحث لك عن صحبة تقضي معها غالب وقتك وتذاكر معها، وتتفق معها على عمل برامج إيمانية تقوي قلبك وعزيمتك وتربطك بربك.
3- أخرج الجهاز من غرفتك الخاصة، وضعه في الصالة أو في مكان عام بالمنزل، ولا تذهب إلى الأماكن التي تعرض فيها هذه الأشياء ولا تمر من طريقها.
4- غير أصدقاءك الذين يساعدونك على الوقوع في هذه المعاصي فالصاحب ساحب.
5- ضع لنفسك جدولا للدراسة والمذاكرة، وأضف إليه برنامجا رياضيا، ووقت للقراء الحرة خاصة حفظ القرآن الكريم.
6- لا تجلس وحدك قدر الاستطاعة؛ حتى لا ينفرد بك الشيطان فيتغلب عليك ويفسد عليك توبتك.
7- سل والديك الدعاء لك باستمرار فإن دعاء الوالد لولده لا يرد.
8- حافظ على صلاة الجماعة، ولا تتخلف عنها إلا لعذر شرعي.
9- وختاما: أهم شيء الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، فلا تضعف ولا تحتقر نفسك؛ لأنك الوحيد القادر على رد هجمات الشيطان وهزيمته، فتوكل على الله وأري الله من نفسك خيرا .
ونحن هنا بالموقع نشاركك الدعاء، ونسأله تعالى أن يصرف عنك هذه التصرفات، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وبالله التوفيق.