لدي نوبات من عسر المزاج ونوبات من الانشراح، فما أفضل علاج؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالتي إلى الدكتور/ محمد عبدالعليم.

عمري 39 سنة، كنت أعاني من أحلام اليقظة في طفولتي، تفصلني عن الواقع ساعات طويلة مع الحركة المستمرة، وفي مرحلة الجامعة تعرضت لصدمات عاطفية بسبب فشل أكثر من خطبة، وكان مزاجي متعكرا، وكنت كثيرة البكاء، وأحيانا قليلة أصبح منشرحة ومقبلة على الحياة جدا، وفي رمضان فقط تأتي وساوس الطهارة وترهقني، ثم تزوجت رجلا فاضلا يحبني ويحترمني وهو رجل حنون معي، وتعلقت به بشدة، ولكنني أتعبته كثيرا بتقلباتي المزاجية.

أحيانا تأتيني نوبات اكتئاب وتفكير بالهروب أو الانتحار، ووساوس شك شديدة في زوجي أنه متعلق بامرأة غيري، أو تزوجها في السر، وأحيانا أشك في امرأة معينة وأذكرها له، وأحلامي وخيالاتي تؤيد شكوكي، زوجي كثير الحلف والتعهدات أن هذا لم يحدث ولن يحدث دون علمي، زادت شكوكي بمن حولي في نواياهم، والتدقيق في تصرفاتهم، والحساسية الشديدة في التعامل، وأحيانا كنت أحاول التخلص من وساوسي والإقبال على الحياة، والتقرب بالطاعات لله، وأحاول إسعاد زوجي وأولادي ومن حولي جميعا بكل طريقة.

تهاجمني نوبات الاكتئاب والوساوس، وفي فترة أقنعني زوجي بضرورة أخذ دواء سيبراليكس، وارتحت عليه ثم قطعته، وأخذته بعد ذلك لكن دون جدوى، وحاليا أتناول بروزاك 20 قرصين صباحا وتحسنت قليلا، تأتيني هجمات وساوس واكتئاب وأحيانا انشراح شديد، فأصبحت أتناول معه سيركويل100 قبل النوم، تحسنت كثيرا ولكن لدي نوبات خمول وسيطرة، وحالة من الحزن الداخلي، ووساوس بسيطة وأحلام.

فما تشخيص حالتي؟ وما الجرعات المناسبة من الأدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رفيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنا أعتقد أن لديك بعض الظواهر النفسية ولا أريد أن أسميها أمراضا نفسية، ويعرف أن الظواهر النفسية حتى الأمراض النفسية في بعض الأحيان قد تكون مختلطة، أو قد تكون في طبقات، تظهر طبقة وتختفي أخرى، أو تتداخل مع طبقات أخرى، وهكذا.

بالتأكيد أحلام اليقظة التي كانت تأتيك في فترة الطفولة هي دليل على وجود شيء من القلق النفسي في تلك المرحلة، وبعد ذلك كما تفضلت في المرحلة الجامعية أتتك بعض نوبات عسر المزاج، وإن كانت لها أسبابها كما تفضلت، لكن كانت تأتيك بعض نوبات الانشراح القليلة وهذا قد يدل على وجود شيء من ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة جدا، ومثل هذه الطبقة من الظواهر النفسية قد تختفي ولا تحدث أبدا، لكن في بعض الأحيان قد تعاود الإنسان، وهذا هو الذي حدث، لأن وضعك الحالي ومع وجود الوساوس يوجد لديك الاكتئاب وأحيانا الانشراح، ومن وجهة نظري أن المكون التشخيصي الرئيسي هو درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، مع نوبات قلق الوساوس كما تفضلت.

أنا أعتقد أن العلاج الأساسي يجب أن يكون تناول أحد مثبتات المزاج ويعتبر السيركويل دواء جيدا ودواء مثاليا، لكن من الأشياء التي تعاب على السيركويل أنه قد لا يكون دواء مستحسنا بالنسبة للذين يعانون من الوساوس القهرية، فهنالك بعض المؤشرات البحثية العلمية، وكذلك العملية التي تشير أن السيركويل ربما يزيد من الوسوسة، لكن في حالتك ما دمت مرتاحة عليه ولا توجد لديك مشاكل متعلقة بالمزاج يمكن أن تلجئي للعلاجات السلوكية للتخلص من هجمات الوساوس، وذلك من خلال تحقيرها، وعدم حوارها، وربما يكون الزيروكسات دواء أفضل من البروزاك لعلاج هذه الهجمات الوسواسية، وفي ذات الوقت يعرف أن الزيروكسات لا يؤدي إلى القطب الانشراحي وفي ذات الوقت يؤدي إلى علاج القطب الاكتئابي.

هذه هي وجهة نظري، الاستمرار على السيركويل مع استبدال البروزاك بالزيروكسات، والجرعة التي تعادل القرصين من البروزاك هي 30 مليجرام من الباروكستين، وإذا لم تتحسن الوساوس ففي هذه الحالة يجب أن تتوقفي عن السيركويل تدريجيا، ويمكن استبداله بعقار اريببرازول بجرعة 10 مليجرام هذا من أفضل الأدوية التي تؤدي إلى تثبيت المزاج، بالرغم من أنه مضاد للأمراض الذهانية ولكنه متميز جدا في علاج الوساوس أيضا، وطبعا يوجد أيضا عقار لامتراجين قد يكون إضافة جيدة جدا لتثبيت المزاج، هذه المقترحات -أيتها الفاضلة- الكريمة يفضل أيضا أن تناقشيها مع طبيبك المعالج، ولا تقدمي على أي تغيير في أدويتك قبل الرجوع لطبيبك المعالج.

جزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات