السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل، أحببت أن أخبرك عما أعاني منه بالضبط وبكل دقة: أنا فتاة سودانية أبلغ من العمر 15 سنة، عندما كنت في الـ12 سنة كنت أحب الشات حبا جما، وما كنت أعترف بأني فتاة من السودان، بل كنت أقول أني لبنانية، وأجعل الناس يعيشون الوهم، في بداية الأمر كانت تسلية ولعبا، ولكن في الآونة الأخيرة تحولت إلى جد، حتى أنني أحسست بأن الفتاة اللبنانية التي جسدتها لشخصيتي قد سرقتني وسرقت طموحاتي.
نعم إنها سرقت كل ما لدي، فأنا -والحمد لله- على قدر كبير من الموهبة والذكاء، حتى أنني قد أصبحت أفكر في هذه الفتاة اللبنانية التي جسدتها لشخصيتي طوال اليوم بل اليوم بطوله، وأنا لا أدري إن كنت مصابة بفصام أو لا؟!
فأرجو منك المساعدة كل المساعدة، فإن كنت مصابة بهذا المرض أريد أن أتعافى منه، فأنا لدي من العمر 15 سنة فقط، أرجو منك المساعدة.
وكذلك فأنا دوما أقطع شعري، فيدي تلقائيا تتوجه إلى شعري دون التفكير، وحينما أقطع شعري أحس بالاكتئاب والملل، هذه الحالة استمرت معي 4 سنوات، أريد أن أتخلص من كل ما لدي، وأن أبدأ حياة جديدة لأكون أنا الفتاة السودانية والتي ستظل سودانية.
رجاء -يا دكتور- إن كنت تستطيع الرد على إيميلي الخاص، فأنا أحبذ هذا، هذا مع شكري الخالص لك، وفي انتظار مساعدتك لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا شك أن مثل هذا النوع من التقمص لشخصية أخرى هو نوع من أحلام اليقظة، خاصة حين تبدأ في هذا العمر، وأرجو أن أؤكد لك أنه لا علاقة له مطلقا بمرض الفصام، فالحمد لله أنت لست مصابة بمرض الفصام، ولكن الشيء الذي لابد منه هو أن تحاولي أن تؤمني بسخافة هذه المشاعر، وأن تحاولي أن تتخلصي منها، وأن تعيشي حياتك وواقعك، وتكوني فخورة بذاتك أنت كما أنت كما خلقك الله تعالى.
ومن الأشياء اللافتة للنظر أنك تعانين أيضا من قطع الشعر، وهذه الحالة تسمى " ترايك " وهي قد شخصت، أو تأتي تحت تشخيص الوساوس القهرية، وهي نوع من العصاب يكثر لدى الناس القلقين، وأنا متفائل جدا أن حالتك سوف تستجيب بصورة فعالة لأحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية.
وفي مثل عمرك وفي مثل هذه الحالة الدواء المرغوب يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة 20 مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، وستجدي فيه إن شاء الله فائدة كثيرة، وسوف تجدي أن عادة نتف الشعر أصبحت خفيفة أو انتهت تماما، كما أن القلق والتوتر، وحتى تقمص الشخصية اللبنانية، بالرغم من أنه أحلام يقظة كما ذكرت، إلا أنه لا يخلو أيضا من الطابع الوسواسي، لذا سيساعدك البروزاك كثيرا جدا بإذن الله.
وعليك بجانب الدواء كما ذكرت لك سابقا أن تبذلي الجهد لأن تعيشي حقيقتك، وأنت الحمد لله في بدايات العمر، وأمامك -إن شاء الله- مستقبل طيب وجيد، وركزي على دراستك، خاصة أن الله قد حباك بكثير من المقدرات، ومنها مقدرة الذكاء.
وبالله التوفيق.