السؤال
السلام عليكم.
أنا عمري ١٨ سنة، وأرغب في الزواج، لكن في الفترة الأخيرة بدأت أشعر أن خصيتي صغرت، وبدأت الوساوس تنهال علي بأني لا أستطيع الإنجاب، وخفت الرغبة في الزواج، فذهبت إلى الطبيب، فقال لي: إنني سليم، وأن الخصيتين تعملان، فحمدت الله، ولكني غير مرتاح بعض الشيء، وأحس أن الخصية مرة يكون حجمها جيدا ومرة صغيرا، فهل أقبل على الزواج؟ وبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد لله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حجم الخصية يختلف عند الناس، ويعتمد هذا الحجم على متغيرات كثيرة، منها على سبيل المثال حجم الجسم، والمكان الجغرافي، والهيئة العامة للجسم لدى العائلات المختلفة، وعادة ما يصبح حجم الخصية طبيعيا بعد البلوغ، وتتحدث معظم المراجع الطبية على أن حجم الخصية يكون حول 20-30 مل لأنها بيضاوية الشكل، وقد يختلف حجم الخصيتين قليلا عند الفرد الواحد، فقد تكون اليمنى أو اليسرى أكبر قليلا من أختها، كما أنها قد تختلف قليلا في مدى مستواها، فقد تكون إحداهما منخفضة قليلا عن أختها في كيس الصفن.
أما وظيفة الخصية فهي بالطبع إنتاج الحيوانات المنوية، ولكن لها مهمة أخرى وهي إنتاج الهرمون الذكري المسؤول عن إعطاء جسم الرجل الشكل الذكوري المعروف، من نمو العضلات وتشكل الشارب واللحيتين، والصوت الذكوري، ونمو الشعر في منطقة العانة، وغيرها من مظاهر الذكورة.
ومن أهم خصائص هذا الهرمون كذلك التحكم في الرغبة الجنسية، والتهيج الجنسي، وغير ذلك من الوظائف المعنية بعملية التكاثر وحفظ النوع، ولا يتسع المجال هنا لذكر كافة طرق عمل هذا الهرمون.
ونحن لا نهتم بحجم الخصية إلا إذا كانت صغيرة جدا، كأن تكون في حجم الزيتونة الصغيرة مثلا، أو عندما يصاحب فحصنا لحجم الخصية متغيرات، مثل وجود تاريخ مرضي بحدوث إصابات شديدة للخصية في السابق، أو تعرض المريض لالتهابات شديدة في الخصية، وبخاصة تلك المصاحبة للنكاف أو الالتهاب الحاد للغدد اللعابية، فقد يؤدي ذلك إلى ضمور الخصية.
ومن الأمثلة الأخرى لأسباب ضمور الخصية، طروء التواء حاد للخصية وبخاصة في حالة عدم تشخيصه في الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى ضمورها، وهناك بالطبع بعض الحالات الوراثية النادرة جدا، والتي تكون مصاحبة بضمور شديد في الخصيتين.
وكما هو واضح من حالتك فإنك لا تعاني من أي من الحالات المذكورة أعلاه، وذلك بدليل أن الطبيب قد قام بفحصك وتطمينك، وأيضا بدليل رغبتك في الزواج، وعندما ترى أنك تتمتع برغبات جنسية طبيعية، وأن نومك قد يصاحبه الاحتلام من وقت لآخر، فإنك بخير ولا داعي للقلق.
والله الموفق.