الشعور بضعف الشخصية أمام الآخرين

0 723

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألاحظ أنه إذا قابلت الطالبات في الجامعة اللاتي يظهر أنهن مرتبات حالهن، وأنهن من طبقة اجتماعية رفيعة، وحركاتهن ثقيلة، وشخصيتهن ليست بسيطة، وقتها يكون عندي ضعف شخصية لما أجلس بجانبهن في المحاضرة أو السيارة، وأحاول أغير من حركاتي وتصرفاتي ولهجة كلامي حتى ينظرن لي أني ثقيل، ولا أعرف كيف أكمل النقص الذي عندي، وكذلك إذا تكلمت مع شباب تنطبق عليهم نفس الصفات السابقة، أتصرف معهم نفس التصرف السابق.

كذلك ألاحظ أني إذا عملت أي شيء أو حركة معينة أو كلمة أو جملة معينة بين الناس، أقعد أفسر وأحلل ردود الناس الذين حولي وأتراجع بل أتظاهر بتصرف ثان، اعتمادا على تحليل داخلي لا أعرف ما هو أساسه العلمي، فمثلا إذا كنت أريد أن أضحك على موقف نكتي معين، أحكي في نفسي، أن هذا الشخص يتكلم في نفسه عني، لأني ضحكت، وأقول هذا الذي يضحك شخص تافه، مع فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا أعتقد أنك تعاني من ضعف في الشخصية مطلقا، ولكن الحقيقة أنت حساس وتراقب نفسك أكثر مما يجب، وربما يكون هنالك نوع من المبالغة في تفكيرك حيال ذاتك وحيال الآخرين.

أولا: أما بالنسبة للمقارنة بينك وبين الطالبات، لا أرى أن هنالك أي مجال للمقارنة، فالأنثى لها منهجها وطريقتها، وهي تتظاهر في بعض الأحيان بأساليب معينة أمام الذكور.

أرجو أن تتنبه لهذا، وبالطبع الإنسان حين يكثر من مراقبة نفسه ويقارن دائما بينه وبين الآخرين، يأتيه الشعور أنه أقل منهم، خاصة حين يتعلق الأمر بالإناث، وبالطبع نحن لا ندعوك لأن تخالط البنات بالصورة التي لا داعي لها، أو تجعلك تكثر من هذه المقارنات.

أما بالنسبة لمن هم مثلك من الشباب، فأرجو أن لا تراقب نفسك مطلقا، وأن تنظر إلى نفسك بأنك إنسان عادي أمامهم، وأن لا تكثر من هذه التحليلات، وأن لا تسيء التأويل، فأنت من الواضح أنك إنسان عادي وإنسان طبيعي والحمد لله أنت طالب جامعي، فليس هنالك ما ينقصك أبدا، فكر في إيجابياتك وضع أهدافا، وحاول أن تصل إليها، وأن تكون منجزا، وأن لا تراقب نفسك أبدا فيما لا حاجة له.

حاول أيضا أن تعطي نفسك أدوارا اجتماعية في النشاطات الطلابية، حاول أن تكون قياديا بالمشاركات في الندوات الثقافية والمناقشات والحوارات والنشاطات الرياضية التي تحدث في الجامعات، وحين تحاول أن تشارك اجتماعيا وتلعب دورا قياديا سوف يعطيك إن شاء الله الثقة في نفسك بصورة أكبر.

لا أرى أنك تعاني من علة حقيقية، إنما هو مجرد حساسية مفرطة في شخصيتك، وأرجو أن تفهمها في هذا السياق؛ لأن ذلك سوف يساعدك كثيرا، وحاول أن تعيش حياتك بصورة طبيعية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات