زوجتي ترفض تناول الدواء، فهل يمكن وضعه في الشاي أو القهوة؟

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

زوجتي تعاني من مرض الشيزوفرينيا، وهي لا تتقبل فكرة أنها مريضة، وترفض تناول دواء الريسبريدال، وقد اشتريت دواء ريسبريدال (شراب).

هل يمكن وضعه في الشاي أو القهوة لتتناوله؟ لأنها في الآونة الأخيرة أصبحت تشك بأني أضع الدواء في العصير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وشكرا لك على هذا السؤال، والذي حقيقة يشكل مشكلة أخلاقية تتعلق بالطب النفسي، فمن أصعب الاضطرابات النفسية أن يكون المريض مصابا بمرض نفسي كالفصام أو الشيزوفرينيا (Schizophrenia) إلا أن المريض -وهذا من طبيعة الفصام- قد يكون فاقدا للبصيرة، أي أنه لا يدرك أنه مريض، ولا يدرك أنه بحاجة للعلاج، وهذا ما هو حاصل مع زوجتك -عافاها الله- فهذه حقيقة من الأمور الصعبة التي تجعل الأسرة تعاني كثيرا، حتى أنها تفكر في وضع الدواء في الطعام أو الشراب.

المشكلة هنا -أخي الفاضل- أن الزوجة من الآن تشك في أنك تضع لها الدواء في العصير، فلا قدر الله إذا اكتشفت أنك حقيقة تضع الدواء لها في العصير أو الطعام؛ فإن شكوكها ستتأكد مما يزيد في ممانعتها لأخذ الدواء، ونكون قد دخلنا في مشكلة أكبر.

أخي الفاضل: مع ذلك فبعض الناس يجيزون وضع الدواء في الطعام أو الشراب عندما يكون المريض المصاب فاقدا للبصيرة ولا يدرك أنه مريض وأنه بحاجة للدواء، بعض الناس يجيزونها، والبعض الآخر قد يجد صعوبة في هذا. وأنا شخصيا لا أمانع في هذا، طالما أن التشخيص دقيق، والعلاج هو العلاج المناسب، وربما نستعين بهذه الطريقة لوقت قصير حتى تستعيد المريضة البصيرة، وتقتنع أنها في حاجة إلى الدواء والعلاج.

المشكلة: أنها إن تعافت أو تحسنت بسبب الدواء الموضوع في الطعام أو الشراب فقد تظن أنها قد تحسنت بشكل طبيعي ومن دون علاج، مما يؤكد لها أنها ليست في حاجة إلى العلاج؛ لأنك إن أفصحت لها أنك كنت تضع لها الدواء في الشراب أو العصير فستزداد عندها الشكوك، وكلما جلستم للطعام أو الشراب ستشك في أنه ربما فيه شيء من المواد الكيميائية التي لا تريدها.

حقيقة -أخي الفاضل- هذا موضوع صعب، ولكن كما ذكرت أحيانا صعوبة الفصام قد تضطر الأسرة إلى فعل ما ذكرت في سؤالك.

أدعو الله تعالى للزوجة بالشفاء والمعافاة، وأدعو الله تعالى لك بهدوء البال والاطمئنان، ولا يفوتني هنا أن أحمد الله تعالى لك، وأشكرك على رعايتك لزوجتك، فكما يقول الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} فما تقوم به -أخي الفاضل- من رعاية زوجتك وهي في حالة المرض هو من الرحمة التي وضعها الله تعالى بين الزوجين، فجزاك الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات