تشتكي من والدة زوجها وأخته وزوجها يغضب ويخاصم أمه!

0 48

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكم جزيل الشكر على ما تقدمونه من جهود لنصح المسلمين، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.

ما حكم الكنة التي تشتكي دائما من والدة زوجها وأخته، وتقوم بتبليغ زوجها عن كل ما يقمن بفعله، وتشتكي منهن لأتفه الأسباب؟ والزوج يغضب ويخاصم أمه ويرفع صوته عليها حتى عندما تقول الجدة لحفيدتها لا تحتفلي بالموالد مثل: 8 مارس، ويناير، والمولد النبوي، ولا تحيي العلم في المدرسة، لأن ذلك من المخالفات.

دائما ما يصل أنها بلغت زوجها عن كل شيء، وهذه الكنة تقول إن هذا من الشرع، ومن واجباتها نحو زوجها، ولا يجوز أن يعترض أحد عليها!

أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zinet حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن لا ننصح هذه الكنة بالمسارعة إلى الشكوى وإبلاغ الزوج بكل ما يحصل من والدته أو أخته أو عمته أو خالته، لأن هذا ليس فيه مصلحة، بل إذا علم الزوج وأخوات الزوج وأهل الزوج بذلك فإنهن قد يتعمدن إدخال ما يزعجها، ويتأكد هذا الرفض لإبلاغه بكل صغيرة وكبيرة عندما يكون الزوج يصل معهم إلى مرحلة الخصام ورفع الصوت على الأم، لأن هذه أمور خطيرة جدا.

حتى لو حصلت منهم مخالفات فينبغي أن تكون المعالجة بالحكمة، ونجتهد دائما في أن نكسب أطفالنا وأحفادنا؛ لأنهم عند ذلك سيستمعون لكلامنا، والإنسان لا يصلح أن يدخل في مصادمات مباشرة مع أهل الزوج، أو مع أي أحد من الناس؛ لأن هذا يجلب للإنسان المتاعب، وقد يتعمد هؤلاء الاستمرار في الأذية والاستقرار عليها.

دائما نحن نحب أن تعالج مثل هذه الأمور بمنتهى الحكمة، وكون الزوج يغضب ويخاصم أهله من أجل الزوجة فهذا سينتهي إلى عواقب لا تحمد، لأنه سيفقد الأجر والثواب، وسيخسر أهله، وغالبا ما تنقلب المسألة في نهاية المطاف، لأنه سيتحول الأمر إلى عدوان شامل عليها، وهؤلاء يمكن أن يؤثروا على الزوجة، فتخسر في الجولة الأخيرة، لأن أهل الزوج سيقفون ضده، وعند ذلك معظم الأزواج سيختارون أهلهم، لأنه لا يصلح أن يخاصموا الوالدة والأخوات والعمات والخالات، فلا نريد لهذه الكنة أن تكون في مقابل هؤلاء جميعا.

إذا كان هناك من ينصح الأطفال ويمارس معهم ممارسات فيها مخالفات شرعية، فإن دورنا هو أن نصحح، وأن نعزل هذا الطفل عنهم بطريقة غير مباشرة، نجتهد دائما في محو الآثار والكلمات والمعتقدات الخاطئة إن وجدت، ونتعامل مع الأمور بمنتهى الحكمة، حتى لا نحرك عندهم العناد، فنخسر الجولة مع أطفالنا، ونخسر الجولة في حياتنا، والدعوة إلى الله تحتاج أيضا إلى حكمة، والنصح للناس يحتاج إلى حكمة.

نسأل الله أن يعينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات