قرابة زوجي يأتون لزيارتنا دون أن يخبرونا!

0 25

السؤال

منذ فترة كنا في المستشفى لظروف صحية، وفي يوم خروجنا جاء أهل زوجي للاطمئنان بدون علمي بمجيئهم، وكنت مجهدة جدا، وأطفالي عندهم مدرسة في الصباح التالي، واستقبلتهم وأحسنت على قدر طاقتي.

تكرر دخولنا المستشفى، وبعد أن خرجنا تكرر الموضوع بدون أن أعرف بقدومهم، فرفضت لأني كنت مجهدة أكثر، وقلت: إن المريض لا يصح أن يختلط بالناس في هذه الفترة.

أخشى أن أكون قد أسأت التصرف في حق الضيف، وأسأت لزوجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرفيق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه أقول: ينبغي أن يعلم أولا أن زيارة المريض مرغب فيها شرعا، وهي من حقوق المسلم على أخيه المسلم، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا"، وقال صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست وذكر منها ...وإذا مرض فعده".

قد جعل الإسلام لعيادة المريض آدابا ينبغي مراعاتها، ومن هذه الآداب: اختيار الوقت المناسب للزيارة، وأن يخفف الجلوس، وأن يقلل السؤال، وأن يظهر الاهتمام بالمريض، وأن يحثه على الصبر لما فيه من جزيل الأجر.

بالنسبة لما ذكرت: أرى أنه لا بد من الصبر، خاصة في مثل زماننا هذا، الذي تقطعت فيه أواصر العلاقات لأدنى الأسباب، ولا سيما بين الأقارب والأرحام، وإن كنت في حال لا تستطيعين معه استقبال أحد فأشعري زوجك ومن حولك ممن عادة يأتون للزيارة أو يرغبون في الزيارة أنك بحاجة ليومين أو ثلاثة للراحة قبل استقبال الزوار، مع مراعاة الترفق معهم في ذلك، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

اعلمي أن هذه النعمة -نعمة زيارة الأقارب والأرحام لك- قد حرمها كثير من الناس –والله المستعان-، فكم من أناس تمر بهم ابتلاءات ومحن وأمراض، ولا يجدون من يواسيهم أو يزورهم من الأهلين والأقربين!

أرى كذلك أنه لا بد أن توضحي لزوجك ولأهله سبب اعتذارك عن استقبال زيارتهم؛ حتى لا يقع في أنفسهم شيء، ودرءا لمداخل الشيطان، وقد قال الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم).

حفظك الله أختي السائلة، ووفقك لعمل الخير وخير العمل.

مواد ذات صلة

الاستشارات