السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أريد طرح مشكلتي، وأرجو منكم مساعدتي، لقد كنت إنسانا طبيعيا واجتماعيا، ألا أنني ابتليت بالعادة السرية لفترة طويلة جدا، وأقلعت عنها -بفضل الله-، ولكن تسببت لي في مرض في البروستاتا، وحتى هذه اللحظة أجد صعوبة في التبول، مع خروج السائل المنوي، ولا أستطيع تفريغ المثانة بالكامل، وجربت 3 أنواع من الأدوية، ولا فائدة.
مشكلتي الثانية: النظر إلى عورات الناس من النساء والرجال، مع صعوبة في مقاومة ذلك، ولاحظ ذلك شخص لا أعرفه شخصيا، لكنه كان صديقا لأخي، وظن بأنني شخص شاذ، وأخبر بعض الناس عني، وتشاجرت معه، بعدها أحسست بضعف وتدمرت شخصيتي بسبب هذا، أصبحت منعزلا عن جميع البشر، ولم أخرج من البيت منذ الصيف حتى الآن، وإذا خرجت إلى الشارع أحس أن شخصيتي لم تعد مثل السابق، بعض الأشخاص يتحدثون عني وينظرون لي نظرة سيئة، تأتيني أفكار بأنني أريد الانتحار، أو قتل جميع الناس الذين ظنوا بي السوء.
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بني العزيز: أما بالنسبة للتبول فأرجو منك تناول دواء يساعد على استرخاء منطقة عضلات الحوض وعنق المثانة، مثلا: الالفيوزوسين أو التامسولوسين، ويمكنك أيضا أن تتناول التوفرانيل لفترات قصيرة، وسترتاح بعدها -باذن الله-.
وبالنسبة للشق الثاني من سؤالك، فإنك تحتاج إلى مساعدة زملائي الأطباء الأخصائيين النفسيين، لما لهم من مقدرة عالية جدا على تقديم مساعدات جمة لك، لكي تخرج مما تعاني منه من ضيق نفسي وتوتر وانغلاق.
شفاك الله و عافاك -يا بني-.
———————————————————————————
انتهت إجابة: د: خالد محمد عبدالرحمن، استشاري مسالك بولية، وتليها إجابة د: علي أحمد التهامي، استشاري نفسي اكلينيكي.
———————————————————————————
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولا -ابننا العزيز محمد- نقول لك: -الحمد لله- الذي وفقك لترك ذلك السلوك الذي اعتدت عليه فترة طويلة، وهذا يعتبر إنجازا عظيما، كما يدل على قوة عزيمتك وإرادتك.
ثانيا: بالنسبة للسلوك الذي ظهر حديثا وهو النظر لعورات الناس، أيضا يعتبر عادة سلوكية، لها دوافعها، سواء كانت داخلية أو خارجية، ولا شك أنك تعلم أن غض البصر عما حرم الله من الطاعات التي تجعل الإنسان يشعر بحلاوة الإيمان، فلا تفوتك هذه الفرصة والاستمتاع بها، فكما للذنب لذة مؤقتة ومصحوبة في الغالب بالكآبة والندم؛ فإن للطاعات لذة دائمة مصحوبة بالسرور والفرح بسبب رضا الله تعالى.
ثالثا: ما حدث من مشاجرة مع بعض معارفك ينبغي أن يكون دافعا لك للتخلي عما لاحظه الآخرون عنك، أو ما يظنه الآخرون فيك، لكن اعلم أن العلاقة مع الخالق هي بالتأكيد أهم من العلاقة مع المخلوق، فالذي يهمك هو إرضاء ربك سبحانه وتعالى، وهو الذي يعلم بنواياك، وهو الذي يعلم بتوبتك، فإذا رضي عنك المولى سبحانه وتعالى فلا يهمك رضا الناس، فهو الرحيم الودود الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو القائل سبحانه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.
وختاما نقول لك: باشر حياتك بصورة طبيعية، وساير الناس كما كنت تسايرهم، حتى لا تدع فرصة للآخرين للحديث عنك، فهم ليسوا بالحكام، وهم ليسوا بالقضاة، إن هم إلا بشر لهم عيوب ولهم أخطاء، فابتعد عن الأفكار الشيطانية، واستعذ بالله منه ومن هذه الأفكار، حتى لا تندم على ما لا تحمد عقباه، فكل هذه الأفكار التي تدعوك للتخلص من حياتك هي أفكار غير منطقية، وهي أفكار سوداوية، ولماذا تندفع تجاه هذا المسلك الخطير؟ فالأمر لا يستحق منك كل ذلك، فإذا كان الله سبحانه وتعالى معك فلماذا تخاف؟ لأن رضا الله سبحانه وتعالى -كما أسلفنا- هو الغاية التي من المفترض أن تجري وراءها، ولكن ما يقوله الآخرون وما يظنه الآخرون هذا شيء غير دائم، وإنما هي لحظات مؤقتة وستنسى -إن شاء الله- إذا واظبت على ما أنت عليه من الخير واليقين والأخلاق الفاضلة، فالناس يعرفونك بأخلاقك وبسلوكياتك، فكل هذه تجب ما قبلها.
ونسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق.