السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 36 سنة، مقيم في المانيا ومتزوج، قبل 3 سنوات أتتني نوبة اكتئاب مفاجئة، مع وسواس قهري، وقلق، ونوبات هلع، ذهبت إلى المستشفى للعلاج، ومكثت 3 أشهر، وكنت أتناول الأدوية: (ميرتازابين، سيركويل، رياجيلا، اوبيرامول)، ولم تتحسن حالتي أبدا، حتى ذهبت إلى دكتور مختص، فوصف لي انافرانيل 75 مغ حبتين في اليوم.
في الحقيقة تحسنت بعد ستة أشهر، ولكن أحسست أنني أتناول الكثير من الأدوية، وطلبت من الدكتور أن يقطع الأدوية، ما عدا ميرتازابين وانافرانيل، لكنه رفض، تركت جميع الأدوية ما عدا انافرانيل وميرتازابين، والآن -الحمد لله- حالتي جيدة جدا، هل أستمر على هذه الأدوية؟ وأريد دواء للقلق ونوبات الهلع غير إدماني، لأنني أعاني بعض هذه الأعراض.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أنا أعتقد بالفعل عقار (أنافرانيل Anafranil) و(ميرتازابين Mirtazapine) هي أدوية كافية جدا لعلاج الوساوس القهرية، وكذلك القلق، ونوبات الهرع، وفي ذات الوقت هي أدوية تحسن المزاج، وتحسن النوم، وتحسن الشهية نحو الطعام بشكل ملحوظ، وتناول الجرعة ليلا سيكون أمرا جيدا، وبالنسبة للجرعات: أنا أرى أن الميرتازابين بجرعة نصف حبة، أي 15 مليجرام ليلا سيكون كافيا جدا، وبالنسبة للأنافرانيل: فعلا جرعة المائة وخمسين مليجراما هي جرعة علاجية رائعة.
فيمكنك الاستمرار عليها، وبعد ستة أشهر -مثلا- وأنت مستمر على الدواء وتحس بالتحسن الملحوظ؛ هنا يمكنك أن تبدأ في تخفيض الأنافرانيل، تجعله مثلا خمسين مليجراما ليلا مع الميرتازابين 15 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تكتفي بالأنافرانيل، خمسة وعشرين مليجراما ليلا مع الميرتازابين 15 مليجرام ليلا، وهذه يمكن أن تكون جرعة وقائية جيدة جدا، تتناولها لمدة ستة أشهر أو أكثر.
الدواء الذي سوف يساعدك كثيرا في نوبات القلق ونوبات الهلع هو الأنافرانيل نفسه، لكن يمكن أن نعطي أدوية مدعمة للأنافرانيل والميرتازابين، وفي ذات الوقت هي أدوية رائعة جدا لعلاج القلق، من أهم هذه الأدوية عقار يعرف باسم (بوسبار Buspar) واسمه العلمي (بوسبيرون Buspirone)، الجرعة هي خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحا ومساء، وهذه يمكن أن تستمر عليها أطول مدة ممكنة.
سيكون أيضا من الضروري جدا بجانب العلاج الدوائي أن تمارس الرياضة، أن تمارس التمارين الاسترخائية، أن تحسن إدارة وقتك، وأن يكون لك برامج إيجابية للتواصل الاجتماعي، وطبعا لابد أن يكون هنالك التزام قاطع بالعبادات، خاصة الصلاة على وقتها.
من المهم جدا أن تتذكر دائما هذا التحسن الذي طرأ على حالتك، وهو نعمة عظيمة جدا، والإنسان حين يتلمس التحسن في حالته، ويتدبر ويتأمل في هذا الأمر قطعا سوف يؤدي إلى المزيد من التحسن، فأرجو أن تعيش على هذا النسق المعرفي الإيجابي.
الحمد لله أنت لديك عوامل الاستقرار، لديك الأسرة، وهذا في حد ذاته أيضا عامل كبير لعلاج الوسوسة والقلق والتوترات وعسر المزاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.