السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من انشغال التفكير بالوسواس أغلب اليوم، بالرغم من علمي أنها أفكار خاطئة، لكنها لا تزال تستمر وتتكرر، وتستحوذ على تفكيري، آخذ دواء (انفرانيل 75) حبة واحدة مساء، منذ عشرة أشهر، ومنذ ثلاثة أشهر أضاف لي الطبيب (بروزاك) حبتين صباحا، و(ريسبريدال 1 مغم).
أريد أن أستفسر، هل أعاني من وسواس مقاوم للأدوية؟ وهل سأعاني طيلة حياتي مع هذا المرض وعدم القدرة على التركيز في العمل؟
شكرا لكم على جهودكم الطيبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك المعلومات القيمة التي وردت في سؤالك.
أخي الفاضل: أحمد الله تعالى على فهمك الواضح للوسواس القهري، فواضح من تفاصيل سؤالك أنك مستوعب لهذا الأمر، سواء الأعراض أو العلاج، وهناك نسبة ممن يعانون من الوسواس القهري، والذي هو -كما تعلم- أفكار قهرية، تعلم أنها غير صحيحة، وأنها مزعجة، وغير منطقية، إلا أنها تلح عليك إلحاحا شديدا، يصعب دفعها، ومن يعاني من هذا الوسواس القهري، يحتاج إلى جرعة جيدة من الدواء ولمدة أطول من غيرها من الأدوية.
الأدوية التي أنت عليها جيدة، ولكن إن كان لي أن أقترح فربما أقترح أحد أمرين: إما رفع جرعة الأنفرانيل إلى الضعف، أي من خمسة وسبعين مليجراما إلى مئة وخمسين مليجرام، أو رفع البروزاك إلى ثلاث حبات، وهو المعيار الأعلى المقبول، وهو ستون مليجراما، وبذلك نكون قد تأكدنا من فعالية أحدهما، وإن كنت عادة أفضل دواء واحدا.
الأمر الثاني أخي الفاضل: لا أعتبر أن الوسواس القهري الذي تعاني منه معاند حتى الآن، لأن علاج الوسواس القهري قد يطول نوعا ما حتى تبدأ الاستجابة الفعالة، عشرة أشهر ليست بتلك الفترة الطويلة لنحكم على أنه معاند على العلاج.
بالإضافة إلى ذلك أنصحك بالأمور السلوكية، بمحاولة دفع هذه الأفكار، وتذكير نفسك بأنه إنما هو وسواس قهري، أفكار قهرية لا إرادية وغير منطقية، إلا أنها تأتي وتلح عليك.
اطمئن -أخي الفاضل- فهذه المعالجة لن تستمر -كما ذكرت- طوال حياتك، أنا أعتقد خلال سنة أو سنتين ربما تستجيب بشكل كامل، وربما أقل من هذه المدة.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.