السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا من متابعي موقعكم، وأشكركم على جهدكم.
لقد كنت مقصرا تماما في صلاتي، وابتعدت عنها، وعن قراءة القرآن وذكر الله، ولكني اليوم رجعت لله تعالى، وأصبحت أحرص على ألا أرتكب ذنبا صغيرا أو كبيرا.
لكن لدي موضوع يضايقني، فمنذ سنة انفصل والداي، وأصبحت أعيش مع أبي، وأزور أمي كل شهر، لكن ليس في منزلها، بل في مكان عام، لأني لا أعرف منزلها، ولا أستطيع الذهاب إليه، فهل عدم ذهابي إليها نظرا لجهلي أين تعيش يعتبر عقوقا، أو قطعا لصلة الرحم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وما يتعلق بسؤالك عنه، فأجيبك من خلال الأمور الآتية:
• أخي الفاضل: هناك أمور غير واضحة في السؤال، مثل: هل الأم تزوجت برجل آخر، ولماذا الأم لا تأخذك إلى بيتها أو تدلك عليه، ولماذا زيارتك لها في الشهر مرة واحدة فقط؟
• أشكرك على حرصك على بر والدتك، وأحيي فيك هذا الاهتمام، وأذكرك بعظيم فضل بر الوالدين، وأنه من أحب الطاعات إلى الله –عز وجل-؛ وقد سئل الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أي الأعمال أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها، قالوا: ثم أي قال: بر الوالدين)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين).
• من طبيعة الحياة التعب والمشقة، وقد قال سبحانه: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} فالمشقة هي طبيعة الحياة، ومن أهم الأمور الرضا بقضاء الله وقدره وما كتبه على العبد.
• زيارتك لأمك -خير وبركة- وإن كان في الشهر مرة واحدة، وقد تكون قليلة، خاصة وأنتم في نفس البلد والمنطقة، ولكن اعلم أن الصلة لا تقتصر على الزيارة فقط، بل تكون بكل أمر فيه تفقد لأخبارها، وتحسس لأحوالها، ومواساتها، وإشعارها بقربك منها -حتى ولو كنت جسديا بعيدا عنها-، وبكل أمر فيه إيصال الخير لها أو دفع الضر عنها.
وفي زماننا هذا صارت قنوات التواصل كثيرة، فيمكنك التواصل مع والدتك عبر الهاتف، أو من خلال برامج التواصل الاجتماعي، أو غير ذلك من الوسائل.
وإذا كنت على هذه الكيفية من التواصل والتفقد المستمر والمواساة الدائمة؛ فقد حققت برها وصلتها.
حفظك الله، وفتح لك الخير من حيث لا تحتسب، وكفاك ما أهمك.