السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي مصابة بمرض الصرع من عام 1991م، وتأخذ عدة أنواع من الأدوية، ولكن المشكلة في أنها أصبحت تنسى كثيرا، وأصيبت بالوسواس في الوضوء والصلاة، وصارت تعيد الوضوء عشرات المرات لكل صلاة، بحجة أن وضوءها انتهى، وتصلي وكأنها تقاتل أحدا، وتعيد صلاتها بحجة أنها أخطأت أو نسيت!
إذا دخلت الحمام من أجل قضاء حاجة قبل الوضوء تبقى في الحمام لمدة ربع ساعة، ثم أصبحت تزيد وقت جلوسها في الحمام، حتى أصبحت تبقى الآن لمدة ساعة كاملة أو أكثر.
فما الحل؟ أفيدونا جزاكم الله خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على اهتمامك بأختك ونسأل الله لها العافية.
لا شك أن مرض الصرع بعد كل هذه السنوات، أي حوالي 15 سنة يترك بعض الآثار على الإنسان، ومنها أنه يكون ضعيف التركيز بعض الشيء، وربما تتولد لديه بعض العصبية أيضا، كما أن الأدوية القديمة التي كانت تستعمل لعلاج الصرع، مثل العلاج الذي يعرف باسم (Phentoyoin) هذا الدواء ربما يسبب بعض الضعف في التركيز، ولكنه من الأدوية الجيدة جدا لعلاج الصرع، والوساوس القهرية أيضا مرتبطة في كثير من الحالات بمرض الصرع، خاصة إذا كانت البؤرة الصرعية والاختلال الكهربائي يوجد في الفص الصدغي للمخ، فهنالك علاقة معروفة جدا بالنسبة للأطباء في هذا السياق.
الوساوس القهرية إذا ارتبطت بمرض الصرع أو إذا لم ترتبط به، تقريبا خط العلاج واحد، وهو أن يساعد الإنسان في أن يتجاهلها وأن لا يستجيب لها، وفي حالة أختك لابد أن يشرح لها، ولابد أن يكون لها نوع من الإدراك التام بأن هذه الحالة حالة نفسية، وأن من سبل وخطوط العلاج الأساسية هي محاولة تجاهل هذه الأفكار والأفعال ومقاومتها.
يمكن أن تساعد بأن يصلي معها أحد الناس المتواجدين في المنزل، ويمكن أن تساعد أيضا بأن تحدد لها كمية الماء الذي تتوضأ به، وأن لا تترك تتوضأ من الماسورة، ويمكن أيضا أن يحدد لها الزمن.
هذا بالتدريب إن شاء الله والصبر يأتي منه إن شاء الله نتائج إيجابية جدا، وحقيقة لا أريد أن أكثر عليها الأدوية؛ حيث أنها تأخذ الآن أدوية لعلاج الصرع، ولكن لا بأس أن نعطيها أحد الأدوية التي لا تؤثر على علاجات الصرع، ويساعد في نفس الوقت في علاج الوساوس، هذا الدواء يعرف باسم بروزاك، يمكنها أن تأخذه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر.
دائما الوساوس قد تحتاج إلى جرعة أكبر، ولكن لا نريد أن نكثر ونثقل عليها بالأدوية، فبجانب هذا الدواء وبهذه الجرعة ومع الإرشاد السلوكي، أسأل الله أن تتحسن حالتها، وفي نفس الوقت إذا كان بالإمكان عرضها على طبيب أو أخصائي نفسي، هذا أيضا ربما يكون شيئا جيدا، علما بأن أطباء الأعصاب المتخصصين في الصرع لديهم فكرة طيبة، أو على الأقل جزء منهم لديه فكرة طيبة عن أمراض النفسية والعصبية، فربما يكون أيضا من المفيد إذا ذكرت ذلك لطبيبها في وقت المقابلة القادمة، وأسأل الله لها الشفاء.
والله الموفق.