كلما تقدم لي شاب لا يكتمل الزواج

0 616

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أشعر أني تعيسة؛ بسبب أني كلما تقدم لي شاب لا يكتمل الزواج، ويشهد الله أني لا أسيء إلى أي منهم بشيء، بل -والله يعلم- أني أراعي الله فيهم، فإني ابتليت بمن أراعي الله فيهم وهم لا يراعون الله في، وأخرج من التجربة وأنا محطمة؛ لأني حساسة جدا.

لماذا لا يكون جزاء الإحسان إحسان؟! فهم يتعمدون جرحي أثناء الارتباط، وبعد الانفصال أجدهم يتعمدون أن يشعروني أنهم سعداء! مما جعلني أمرض، وسؤالي: هل الزواج مقدر؟ أي أنه لا حيلة للإنسان فيه، وماذا أفعل؟

إن هذا الموضوع يؤلمني؛ بسبب جرح الناس لي، كما أني فتاة رومانسية، ويقولون أنى جميلة، وأعمل كمعيدة، ولا أجد شيئا في يسبب ما يحدث لي، اللهم إني لا أعترض، فأنا أجاهد نفسي في عدم الرجوع إلى الشخص الأخير في حياتي، حيث حاول الاتصال بي، ولكني أحس أن نيته غير سليمة،

أرجو الإفادة، فإن هذا اختصار لما أقاسية، وحاشا لله أن أشكو حزني لأحد، ولكن عسى أن يبعث الله على ألسنتكم ما يريحني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يلهمك السداد والرشاد،
كل شيء بقضاء وقدر، ولكل أجل كتاب، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فاشغلي نفسك بطاعة الله، وأبشري وأملي ما يسرك؛ فلن يضيعك الله، واحرصي على مواصلة الإحسان وإن أساء الناس، فإن الجزاء من الله، ولن تندم من تبتغي بعملها وجه الله، ولن تضرك إساءتهم إذا توكلتي على الله، واعلمي أنهم لن يستطيعوا أن يضروك إلا بشيء قدره الله، ولا داعي للهم والغم فإن الذي يكشف البلوى هو الله.

اتقي الله واصبري، واستعيني بالله ولا تعجزي، ولا تقولي: لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن رددي في يقين: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولن يستطيع أن يضرهم إلا بإذن الملك الديان.
وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، فلا تحزني على ما فات، ولا تفرحي بما هو آت، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما من إنسان إلا وهو يحزن على ما فات ويفرح بما هو آت، ولكن المؤمن يجعل حزنه صبرا وفرحه شكرا.

إذا كنت -ولله الحمد- متعلمة وجميلة فكملي جمالك بالإيمان، واجعلي عملك في طاعة الرحمن، واعلمي أن رضى الناس غاية لا يدركها إنسان، والعاقلة لا تطلب إلا رضى العظيم الرحمن، وإذا رضي الله عن الإنسان فلن يضره كلام أهل الأرض من إنس وجان، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) [مريم:96].

لا داعي للانزعاج، ولا تظهري للناس أنك متضايقة، وليس من يضحك سعيد لكن الناس يكتمون ما عندهم، ولن ينال الإنسان السعادة الحقيقة إلا بطاعة الله والمواظبة على ذكره.

إذا جاء صاحب الدين فلا تترددي في القبول به، واستخيري ربك واستشري أهل الدراية والخبرة من محارمك، واشتغلي بالمفيد، واعلمي أن هذه النفس إذا لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل، واعلمي أن شكرك لله وحرصك على ذكره وطاعته، سوف يبعث في نفسك الرضى والطمأنينة، وبالشكر ينال الإنسان المزيد ويحفظ نعم الله عليه.

أرجو أن تعمري قلبك بالتوحيد وترضي لسانك بذكر الله المجيد، وحافظي على أذكار المساء والصباح، وعلى تلاوة القرآن، وخاصة سورة البقرة، ولا مانع من أن تعرضي ما يضايقك على إخوانك وآبائك، ومرحبا بك في موقعك الذي سوف تجدي فيه حنان الآباء وشفقة الإخوان؛ فإن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات