السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود عن أسأل عن كيفية فك التعلق المرضي بالصديقة. كنت وصديقتي في عمر 15 سنة، وكانت تجلس وحدها، وكنت أذهب للتعرف إليها، ودائما كنت أسأل عنها، وكنت مهتمة بتطوير الصداقة بيننا، وكنت أحادثها 24 ساعة، ولم أكن بالوعي الكافي لأعرف أن ذلك يضايقها لكثرة كلامي، ولم أعرف إن كانت الصداقة من طرف واحد، وأن كثرة سؤالي عنها يضايقها، وكانت تتأخر في الرد علي، مما جعلني أشعر كأني أطاردها وأضايقها، وكان شغلي الشاغل في أن ترد علي لأحادثها مجددا.
تشاجرت معها لإحساسي بعدم تقديرها لي، ولم تستوعب قصدي هذا، وقالت: (ليس من الضروري التحدث معا يوميا)، فقمت بحذف رسائلها وبريدها، لأنها لا تبادلني الصداقة، وكنت مرتاحة جدا لهذا القرار.
مرت سنوات أربع ولم تأت على ذاكرتي كثيرا، وأفكر في هذا الشجار وفي هذه الصداقة، وأنها كانت تشغل تفكيري كل يوم، وأفكر في كيفية إصلاح هذه الصداقة مرة أخرى، رغم دخولي الجامعة وتعرفي إلى زميلات جدد، لكني لا زلت أفكر في الأمر، فكيف أفك هذا التعلق الغريب؟ وكيف أعرف هل شفيت من هذا التعلق أم لا؟ وهل إذا كانت هذه الصداقة قائمة هل كنت سأطاردها كما كنت أفعل؟
الآن وقبل هذه الصديقة علاقتي سطحية مع كل الناس، لكنها الوحيدة التي أردت أن تصبح صديقتي، وذلك لأنها كانت متحدثة جيدة معي، وكانت لطيفة وجميلة، وتعلقت بها، ولم أتعلق بغيرها لهذه الدرجة، كيف أنساها وقد مرت 4 سنوات على هذا الهجر، والآن تفكيري ينشغل بها مرة أخرى.
الآن أعي أنه يجب ألا يندفع أحد في أي علاقة وألا ينشغل بها، فهل هذا الموضوع لم ينته بطريقة قاطعة بالنسبة لي، وهل على أحد منا أن يبدأ هو في أن يصالح الآخر؟ وهل ما زلت متعلقة بها؟