أعاني آثاراً انسحابية بعد تخفيف دواء القلق اسيتالوبرام

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت بعد تخفيف جرعة اسيتالوبرام من 20 ملجم إلى 15 ملجم، حيث إنني من ثاني يوم أشعر بأعراض مزعجة جدا، مثل: القلق، والاكتئاب، والتعرق، والقيء، علما أنني أستخدم هذا الدواء منذ سنتين، وكنت على ما يرام، لكنني قررت تخفيف الجرعة لأنني أحسست بالتعافي بعد الإصابة بالأعراض، ذهبت إلى الطبيب وشرحت له الموضوع ونصحني باستخدام بروزاك 20، مع اسيتالوبرام 15، وفعلا استخدمته لمدة أسبوع، لكن للأسف حالتي ساءت، فقررت الرجوع إلى جرعتي الأولى من اسيتالوبرام 20 ملجم، تحسنت الأعراض، لكني لم أعد مثل السابق، علما أنني رجعت على جرعتي السابقة منذ شهرين.

أتمنى الرد من الدكتور/ محمد عبدالعليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاستالبرام لا شك أنه من الأدوية الرائعة جدا لعلاج الاكتئاب، وكذلك القلق، والمخاوف والوساوس، وعند بعض الناس بالفعل تخفيض الجرعة حتى وإن كان تخفيضا بسيطا ومتدرجا ومتأنيا قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الانسحابية، وما نصحك به الطبيب من إضافة البروزاك هذا حقيقة إجراء صحيح جدا، يفيد بعض الناس لكن بعضهم قد لا يستفيد أيضا من إضافة البروزاك.

وهنالك من يستفيد كثيرا من تناول الأدوية المضادة للقلق حين يبدأ في تخفيض استالبرام، مثلا دواء دوجماتيل والذي يعرف باسم سلبرايد، دواء رائع جدا لمنع الأعراض المزعجة، كالقلق، والتوترات، والتعرق التي حدثت لك.

أخي الكريم: أعتقد أن الوضع السليم الآن هو أن تستمر على جرعة 20 مليجراما -وإن شاء الله- تدريجيا سوف ترجع لوضعك الطبيعي، أنت ذكرت أنك قد رجعت لـ 20 مليجراما منذ شهرين، انتظر لمدة أسبوعين آخرين، إذا لم تتحسن يجب أن تضيف دوجماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول السلبرايد وتستمر على استالبرام بجرعة 20 مليجراما لمدة ستة أشهر مثلا، ثم بعد ذلك تبدأ مرة أخرى محاولة تخفيض الدواء إلى جرعة 15 مليجراما، ثم تدريجيا إلى جرعة 10 مليجرام، ويمكن الاستعانة بالدوجماتيل (السلبرايد) بنفس الكيفية التي ذكرتها لك مسبقا.

ويا أخي الكريم: لا بد أن يكون هنالك نوع من التحضير الذهني الإيجابي، التحضير الذهني المعرفي مهم جدا قبل أن يبدأ الإنسان في تخفيض الأدوية، وأقصد بالتحضير الذهني المعرفي الإيجابي هو أن لا يكون لدى الإنسان القلق التوقعي، بمعنى أن انخفاض الدواء سوف يؤثر عليك، لا يكون التفكير أنني -الحمد لله- قد تحسنت وقد شفيت، وأنا الآن في وضع مثالي جدا. وهنالك آليات علاجية غير دوائية، مثل ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، وحسن إدارة الوقت، والقيام بالواجبات الاجتماعية، وهكذا، فالإنسان حين يقنع نفسه أن هذه الآليات سوف تكون بديلا علاجيا ممتازا لن يصاب حقيقة بآثار جانبية انسحابية بنفس المستوى الذي كان يتخوف منه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات