السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية تخصص هندسة، في الحقيقة عندي عدة مشاكل مع ذاتي يصعب علي فهمها أو معالجتها، أنا مدركة أن كل إنسان بحاجة لأن يتعلم ويجتهد ويكافح في هذه الحياة، وهذا حقا ما فعلته في البداية كنت أجاهد نفسي وأتحدى جميع الظروف.
لكن الآن وبعد فترة اكتئاب عشتها ليس لدي القدرة على التركيز، دائما لدي حالة رهيبة من التسويف والمماطلة، دائما هناك مشكلة في المداومة على التعلم والبحث، ودائما أشعر أنه قد فاتني الكثير، المشكلة أنني مدركة تماما أنه علي التخطيط وتنظيم وقتي والتوكل على الله، ولكن دائما ما يسرقني التسويف، أو تجدني اجتهدت لتحقيق أهداف دقيقة، وتصيبني حالة يأس وبرود عندما لا أستطيع.
إضافة إلى أنني أعاني من مشاكل في التركيز وتشتت ذهني، فتجدني دائما أضيع وقتي بسبب أنني أفكر في أشياء حياتية، أو معلومات علمية بعيدة عن المهمة التي أقوم بها، وهذا الشيء ليس بيدي حقيقة، رغم أنني أسرد لك المشكلة وأدركها، لكنني غير قادرة على ضبطها.
إضافة لذلك فأنا أعاني من ضعف الذاكرة، فقد أنسى بعض المصطلحات أو الأحداث، وقد يكون ذلك من تشتت الذهن وضعف التركيز.
أما المشكلة الأخيرة: فأظنها اتضحت من النص الذي كتبته، فأنا أعاني حقا من مشكلة في توصيل المعلومات بأقل الكلمات، أو التحكم في الحديث، وهذا يزعجني في علاقاتي مع الناس، فأنا كالكتاب المفتوح، ويسهل جدا معرفة ما بداخلي، وهذا غالبا يجعلني غير راضية عن نفسي تماما، فأنا أتعامل مع جميع الناس بعفوية مطلقة، وهذا ليس صحيا، وغالبا أندم بعد الحديث.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Diana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.
كونك كتابا مفتوحا وتتعاملين بعفوية هذا هو الأصل في الإنسان، فلا يوجد ما يدعو للإخفاء طالما لم تكن هناك أخطاء في حق الآخرين، لكن هذه العفوية تحتاج لثقة بالنفس، وتعامل طبيعي مع المحيطين بك، ومن كلامك يبدو أن وضعك كان طبيعيا قبل المشكلة الأخيرة، والتي بدأت بالاكتئاب، وما زالت آثاره ظاهرة في حياتك الحالية على ما يبدو.
ولا ندري طبيعة الاكتئاب الذي تعرضت له وسببه، وهل تمت معالجته، وأي نوع من العلاج كان، أم أنه ذهب من تلقاء نفسه؟! لكن على ما يبدو لا زالت بعض آثاره موجودة، ومن ذلك قلة التركيز، وفقد الاهتمام، وتدني الرغبة في مواصلة المشوار الأكاديمي، وبدلا من ذلك لجأت إلى تشتيت الوقت كنوع من التبرير لشغل وقتك ليس إلا!
يمكنك اتباع الإجراءات التالية:
- السعي في تقييم درجة الاكتئاب عندك، وهل لا زلت تحتاجين لتدخل علاجي عند الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أم لا؟
- إعادة تنظيم وقتك، بحيث تضعين بعض الأنشطة الحركية في الجدول: كالمشي أو الرياضة، أو الجيم، أو الخروج إلى حديقة ونحوها.
- هل لديك صديقة مقربة يمكن أن تتكلمي معها، وأن تبثي لها همومك لتساعدك على تخطي بعض العوائق، مع ملاحظة أنه ليس كل صديقة تصلح لهذه المهمة، وإنما الصديقة الوفية العاقلة التي تدرك مثل هذه الأمور.
- الحرص على القرب من الله تعالى سيعينك كثيرا على التسريع من عملية الشفاء من الاكتئاب، وتجاوز كثير من الصعوبات، وهنا يمكن أن تحافظي على قراءة صفحة واحدة من القرآن يوميا، وأن تصلي ركعتين في الليل أو تصلي صلاة الوتر (ثلاث ركعات) وتحرصي على الدعاء فيها، ويمكنك قول هذا الدعاء المجرب للهم: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكــــل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي)). وأيضا: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال)).
- يمكنك اللجوء إلى تمارين الاسترخاء وتكرارها كلما شعرت بالضيق وهجوم الضغط النفسي عليك.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.