السؤال
السلام عليكم
أنا رجل متزوج منذ 5 سنوات، كانت كل أموري تسير بشكل جيد حتى بداية 2021م، وقعت في الحرام وأصبحت أتعامل معاملات ربوية، وبعدها أصبح كل شيء في حياتي معقدا.
أنا عامل حر، وأتقاضى جيدا، لكن الديون أكثر من راتبي، حتى أني وزوجتي دائما في مشاكل ومشاجرات، لا أعلم هل هذه عقوبة من الله بفعل المعاملات الربوية، أم أن الله قد ابتلاني من البداية؟ لم أعد أستطيع أن أميز.
الديون تحيطني من كل الجوانب، وكل أمور حياتي ليست ميسرة، كنت أتعامل مع المشاكل المالية بالتأجيل وليس ببتر المشكلة.
أتقاضى راتبي كل أول شهر، لكن بعد يومين لا يبقى منه شيء بسبب كمية الديون من المعاملات الربوية التي وقعت بها.
أريد حلا، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن ينجيك من آفات الربا، وأن يقضي ديونك، وقد أصبت أيها الحبيب حين أدركت أنما نزل بك من المضايق ومحق بركة الرزق بسبب الربا، وهذه حقيقة أخبرنا الله تعالى عنها في كتابه الكريم، فقال: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات ۗ ).. فالربا نهايته المحق والقلة والزوال، ولعل من رحمة الله تعالى بك أن أنزل بك هذه المضايق لتعود إلى رشدك وتصحح سائر حياتك، فإن المعاقبة العاجلة في الدنيا رحمة الله تعالى.
فينبغي لك أن تتعظ وتعتبر وتتوب إلى الله تعالى، وقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم بقبول توبة المرابي إذا تاب إلى الله تعالى، وقد فهمنا من كلامك أنك تقصد بالربا أنك تقترض يعني فأنت تطعم الربا لغيرك، والإثم بالنسبة للربا يستوي فيه الآخذ والمعطي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما في حديث جابر عند مسلم: لعن رسول الله صل الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء. ولا يجوز لك أن تقترض بالربا إلا عند الضرورة أي عند خوف الهلاك على نفسك أو على أطفالك، أما ما عدا ذلك فإنه لا يجوز لك التعامل بالربا، والربا حرب مع الله تعالى كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم.
والطريق الصحيح أيها الحبيب لقضاء هذه الديون أن تستعين بالله سبحانه وتعالى وتلجأ إليه وهذا أول الطريق، وتكثر من دعائه أن يعينك على قضاء هذا الدين وأن تأخذ بالأسباب المادية، من السعي في طلب الرزق، والاقتصاد في المعيشة، وحسن التدبير لها، بحيث تتمكن من قضاء جزء من الدين قليلا قليلا حتى يمن الله تعالى عليك بالفكاك منه، واصبر واحتسب على ما نزل بك من الضيق والبلاء فسيفرج الله تعالى عنك عن قريب، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا كان عليه دين، فأرشده عليه الصلاة والسلام إلى الإكثار من الصلاة عليه، فذكر الله تعالى يشرح الصدر ويطيب النفس، ويسكن به القلب، فلا غرابة أن يكون سببا في حسن التدبير، وبذل السعي المناسب لقضاء الديون، ومن الأدعية الواردة في حق من عليه الدين أن يقول: (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك)، والشريعة توجب على الدائن أي صاحب الدين أن ينظر المعسر ويؤخره إلى إمكان السداد، فإذا تأخرت في السداد فليس عليك إثم، وإذا علم الله تعالى منك صدق النية بأنك تريد أداء الديون التي عليك، ولم يتيسر لك أداءها بالدنيا فإن الله تعالى يؤديها عنك يوم القيامة كما ورد بذلك الحديث في صحيح البخاري: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه).
نسأل الله تعالى لك التيسير.