صديقي يتعرض للعنف من قبل أمه، فهل يشتكي عليها؟

0 15

السؤال

السلام عليكم.

صديقي عمره 14 سنة، يعيش في أمريكا، يتعرض للعنف إما بالضرب أو بالسب والشتم من قبل أمه، فهل يذهب ويخبر الجهات المختصة بما يحدث، أم يصبر ويتحمل الضرب والإهانة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ والابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الصديق، وأرجو أن تكون ناصحا له، فالمؤمنون نصحة والمنافقون غششة.

لا يخفى عليك وعلى صديقك أن حق الأم عظيم، وإذا لم يصبر الإنسان على أمه فعلى من يكون الصبر؟ نحن بلا شك لا نؤيد الأم فيما تقوم به والذي تفعله من إلحاق الأذى بابنها أو ضربه في هذا العمر، ولكن نسأل أنفسنا جميعا: لماذا يا ترى تضربه؟ ما هي الأمور التي تزعج الوالدة؟ هل يمكن تفاديها؟ هل يمكن ترك هذه الأمور التي تضايق الوالدة؟ أي: تفادي أسباب هذا الضرب.

قطعا نحن لا نؤيد إخبار أي جهة بهذا الذي يحدث، فالصبر على الوالدة سبيل إلى الجنة، وسبيل إلى الرضوان، وهو باب من أبواب البر، وكيف سيكون البر إذا لم يصبر الإنسان على والدته؟ وأنت تعلم نتائج إخبار الجهات المختصة بما يحدث من عزل له عن الوالدة، أو إلحاق ضرر وأذى بها، وكل لك سيندم عليه جدا في حياته.

فلذلك نوصيه بالدعاء، وأنت تدعو له، ثانيا: تشجعه على أن يصبر على الوالدة، الأمر الثالث: نشجعه على أن يتفادى الأمور التي تغضب الوالدة، إذا كانت الوالدة لا ترضى الصوت العالي، يخفض صوته، إذا كانت الوالدة يزعجها ضرب الأبواب لا يضرب الأبواب، إذا كانت الوالدة يزعجها الضحك بصوت عال لا يضحك بصوت عال، المهم يعرف الأسباب التي تغضب الوالدة، ثم من حقه أن يهرب من الضرب، أن يتفادى هذا الضرب، أن يحمي نفسه من الضرب؛ بطريقة لا تؤذي الوالدة.

لكن أن يشكوها إلى الجهات المختصة هذا ما لا نقبل به، فكن إلى جوار هذا الصديق، وبشره بثواب وأجر عظيم عند الله تبارك وتعالى، والإنسان يرفض الإهانة من أي إنسان، لكن بالنسبة للوالدين هذا أمر عظيم، فنسأل الله أن يعينه على الصبر، ونتمنى أيضا أن يكون لك دور في الكلام مع الوالدة إذا كان ذلك ممكنا، ودعوة الصديق إلى أن يتواصل معنا، ومن حقه أن يطالب بحجب الاستشارة حتى يبين ما هي الأمور التي تضربه الوالدة عليها، حتى نعطيه حلولا عملية يخرج بها مما يحدث، وإذا كانت الوالدة أيضا عندها قدرة على الكتابة والتواصل أيضا تكتب وتقول: ولدي يفعل وأنا أضربه، حتى تسمع التوجيهات، لأنا لا نؤيد هذه المسألة، الضرب غير مطلوب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- المربي الأعظم ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما، وهذا العمر لا يصلح فيه الضرب.

هذا ما نريد أن نوصله للوالدة، فمن الأفضل والخير أن تجعلوها تتواصل مع الموقع، وستأتيها الإجابات المهمة، وهو أيضا يتواصل مع الموقع ويشرح ما عنده، أو يمكنك أنت أيضا أن تبين لنا ما هي الأسباب التي تجعل هذه الوالدة تضرب ابنها في هذا العمر، حتى نوجه الجميع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

نحن طبعا سعداء بك وسعداء بفكرة السؤال، وسعداء باهتمامك بأمر هذا الصديق، ننصحك بأن تكون إلى جواره، وتنصحه بمزيد من البر والصبر على الوالدة، وتحذره من مجرد التفكير في إخبار الجهات المختصة لما يحدث من نتائج سيندم عليها الجميع، ونسأل الله أن يحفظكم ويوفقكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات