بسبب الخوف تركت وظيفتي وتدهورت حالتي النفسية.

0 26

السؤال

السلام عليكم

أود شكركم على الفوائد التي تقدمونها.

أولا: أنا شخص عندي وسواس من الأمراض، ومنذ سنة ونصف أعاني خوفا شديدا جدا من ركوب السيارة أو المواصلات، وبالأخص الطرق السريعة، وتركت عملي وتدهورت حالتي النفسية منذ ذاك الوقت إلى اليوم، خسرت وظيفتي، وأتردد على الأطباء منذ شهر، وأصابني ألم في الصدر، وخدر باليد اليسرى وألم في مختلف مناطق الصدر، والأغلب الجهة اليسار، ذهبت إلى طبيب قلب عمل لي تخطيط قلب، وإيكو وفحص الجهد، وأخبرني أنها سليمة، ولكن لدي نقص حاد في فيتامين (د)، وبي١٢، وما زال الخوف من الجلطة لا قدر الله، والخوف من ركوب السيارة.

أعتذر عن الإطالة، لكني في حالة صعبة، وحصلت على وظيفة جديدة، لكن الخوف يسيطر علي إلى الآن، عمري ٢٤ سنة، أعاني من السمنة، وأدخن، ولكن جميع فحوصات الدم سليمة، والكوليسترول ممتاز، والدهون ممتازة، والضغط مستقر -الحمد لله-.

أرجو المساعدة لماذا ألم الصدر، هل من القلب أم لا؟ علما أن النبض لدي مرات يكون عاليا، فوق الـ٩٠ ومرات يكون أقل من ٧٠.

أشكركم مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أخي: كل أعراضك حقيقة هي أعراض نفسية، فأنت ذهبت إلى أطباء كثر، والآن أقول لك: إن الوقت قد حان لأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، فعلاجك -إن شاء الله تعالى- تحت يديه، قمت بإجراء الفحوصات للقلب، وهي سليمة كما هو متوقع ولله الحمد والشكر على ذلك، كل الأعراض التي تعاني منها -خاصة الأعراض الجسدية- كالإصابة بضيق في الصدر، والخدر باليد اليسرى، وآلام مختلفة في الجسم هي ناتجة من الانقباضات العضلية، والتوترات الجسدية الناتجة من الانقباضات والتوترات النفسية، والصدر هو أكثر أجزاء الجسد تأثرا بالقلق والتوتر النفسي؛ لأن الصدر يحتوي على القلب، والناس ترى أن القلب هو مركز الحياة، وأي خلل فيه سوف يؤدي إلى الموت.

هذا التصور الفكري السلبي هو الذي يؤدي إلى التوترات العضلية في الصدر، وكذلك اليد اليسرى؛ لأن وجود الألم أو الخدر في اليد اليسرى هو أحد علامات الذبحات القلبية، وهذا طبعا لا ينطبق على جميع الناس، فيحدث نوع من التماهي النفسي، أي ما هو عضوي يتصوره الإنسان أنه قد أصابه، وهكذا تظهر عليه الأعراض، فالعملية نفسية تماما، يجب أن يتم تجاهلها تماما كما ذكرت لك، ويجب أن لا تتردد على الأطباء، المطلوب منك هو أن تقوم بإجراء فحوصات دورية سنوية أو مرة كل ستة أشهر، تتواصل مع طبيب الأسرة، طبيب الامراض الباطنية، وتقوم بإجراء هذه الفحوصات الدورية، هذا إن شاء الله تعالى يطمئنك كثيرا ويمنعك من التردد على الأطباء.

وأيضا يجب أن تعيش حياة صحية أيها الفاضل الكريم، مع الاحترام والتقدير أن لديك زيادة في الوزن، ولذا يجب أن تمارس الرياضة، وأن يكون هنالك انضباط في موضوع التغذية، وأن تضع هدفا للوزن الذي يجب أن تصل إليه، وتسعى لذلك بجدية، وهذا ليس بالمستحيل أبدا، تجنب الفراغ الزمني والذهني، وهذا يتأتى من خلال حسن إدارة الوقت، هذا أيضا فيه إضافة علاجية نفسية إيجابية جدا، فاحرص أيها الفاضل الكريم على أن تحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب الفراغ، ممارسة الرياضة ذكرتها لك أكثر من مرة؛ لأنها ضرورية ولأنها هامة؛ ولأنها بالفعل تخلص الإنسان من الأعراض النفسوجسدية.

أخي الكريم: التواصل الاجتماعي، والحرص على الواجبات الاجتماعية على وجه الخصوص مهم جدا لتطوير الصحة النفسية، التفاني في أن تكون عضوا فعالا في أسرتك، وبارا بوالديك أيضا إضافة عظيمة جدا في صحة الإنسان من جميع النواحي، الحرص على العبادات والالتزام بها خاصة الصلاة في وقتها أمر عظيم ومفيد، ويأتي للإنسان بخيري الدنيا والآخرة، فأرجو أن تحرص على ذلك، وأتمنى أن تقابل الطبيب النفسي ليدربك على التمارين الاسترخائية ليصف لك أحد الأدوية المفيدة، وعقار استالبرام كدواء أساسي سيكون مفيدا جدا لك، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار دوجماتيل، هذا من وجهة نظري، لكن الطبيب قد يرى أن يصف لك أدوية أخرى، وإن شاء الله تعالى كلها ستكون مفيدة جدا لك.

موضوع تذبذب النبض وزيادته وانخفاضه، هذا أمر طبيعي جدا، ألم الصدر كما ذكرت لك ليس ناتجا من القلب، هو ألم ناتج من القفص الصدري، من الانقباضات العضلية التي تحدث فيما بين الأضلع، وهو ناتج من التوتر النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات