السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة، لا أدري ما هي بالضبط! كل ما فهمته عن حالتي أني ربما أعاني من مس أو سحر، أرى في منامي الكثير من الأحلام المزعجة، خصوصا تلك التي يكون فيها تحرشات جنسية، علما بأنه حصل فشل في محاولات كثيرة لزواجي، وبعضها لأسباب تافهة، أو غير مفهومة، فأغلب الأوقات أرفض، وأرى أن الشخص لا يناسبني، وعندما أحاول المضي قدما في أمر الزواج تحدث الكثير والكثير من المشاكل، حتى يفشل الأمر في النهاية.
في إحدى المرات تعرضت لمحاولة اغتصاب، وأنا ما بين اليقظة والمنام، وأيقنت أن هناك مشكلة، ولا أعرف كيف التخلص منها! وفي إحدى المرات وجدت أوراق سحر في منزلنا، ولم نكن نعرف كيف نتخلص منها بالشكل الصحيح، وفي ذلك الوقت فقط قمنا بنقعها بماء وملح، وأخرى لم أعرف ماذا فعلت بها أمي، فقد سلمتها لها، وأمي أضاعتها بعد أن كنت وجدتها!
لا أدري كيف أتخلص من هذا البلاء، وصل عمري ٣٧ عاما، وشارفت على الأربعين، وتوقف حالي، لا مضيت قدما في أمر زواجي ولا حتى في أمر دراستي التي حاولت المضي قدما فيها، ودائما أتعرض للعوائق والمشاكل، ومضى العمر وأنا لم أنجز شيئا حتى في أمر دراستي.
علما بأني كنت متفوقة، لدي طموح، وكنت أؤجل في مرحلة الثانوية أمر زواجي حتى أنهي دارستي الجامعية، فوجدت العوائق الكثيرة، والمشاكل الكبيرة والصغيرة، وتوقف حالي، فلا أنجزت هذا ولا ذاك.
صرت أرقي نفسي بنفسي، ولم أفلح، أتوقف وأعود، وأفكر في الذهاب لراق، ولكني أخشى أن أقع في يد دجال، وليس عندي أحد من محارمي أثق فيه ويكتم سري ليذهب معي، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه.
ثانيا: نصيحتنا لك -أختنا العزيزة- ألا تقعي أسيرة لأوهام أنك مصابة بمس أو سحر؛ فإن هذه الأوهام تجعلك تعيشين حياة أو حالة من القلق، فنصيحتنا لك أن تواصلي ما بدأته من استعمال الرقية الشرعية، والمداومة عليها، فالرقية الشرعية تنفع بعون الله تعالى مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به؛ لأنها عبارة عن مجموعة من الأذكار والأدعية، وهذا شيء نافع، فإن كان المكروه قد حصل فإن الرقية الشرعية تكون سببا في دفعه، وإذا لم يحصل فإنها تكون سببا في التحصين منه قبل وقوعه.
داومي على استعمال الرقية الشرعية، واعلمي أن رقيتك لنفسك من أنفع الرقى، فإن الله تعالى يقترب من الإنسان بحسب لجوء هذا الإنسان واضطراره إليه، كما قال سبحانه وتعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، وقد دلت الأحاديث على قرب الله تعالى من القلوب المنكسرة المستشعرة فقرها وحاجتها إلى الله تعالى، والعرب تقول في أمثالها: (ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة) أي التي تبكي على فقد قريبها وحبيبها ليس بكاؤها كبكاء المرأة التي تستأجر لتبكي.
كذلك الحال في الرقية الشرعية، فإن الرقية من الإنسان المريض المصاب لنفسه أقرب إلى الله تعالى؛ بسبب ما يقوم في قلبه من الشعور بالحاجة والافتقار إلى الله تعالى.
داومي على استعمال الرقية الشرعية بنفسك، وفي موقعنا العديد من الفتاوى التي ذكرنا فيها كيفية الرقية الشرعية، وما هي الكلمات والآيات التي ينبغي أن تقرأ، فإذا كتبت (كيفية الرقية الشرعية من السحر) في موقع إسلام ويب، فإنك ستجدين كثيرا من الاستشارات التي ذكرنا فيها هذه الكيفية.
الخلاصة في الرقية الشرعية أن تقرئي فيها سورة الفاتحة، وتكرريها، وآية الكرسي، والآيات التي فيها إبطال السحر، سواء في سورة البقرة أو في سورة الأعراف أو في سورة يونس أو في سورة طه، أو في سورة الشعراء، أو سورة الصافات كلها؛ فإن هذا كله نافع بعون الله تعالى، وإذا قرأت ذلك في ماء وشربت منه واغتسلت به ودلكت جسمك به؛ فإن ذلك أيضا نافع.
أما ذهابك إلى من يرقيك؛ فإن كنت تخافين الوقوع في يد الدجالين والكذابين، وكنت لا تعرفين أهل الصدق والثقة من الرقاة الشرعيين؛ فنصيحتنا لك ألا تقعي في فخاخ هؤلاء؛ فإنهم لن يزيدوك إلا وهنا فوق وهنك، ومرضا فوق مرضك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يصرف عنك كل مكروه.