بعد أن غيرت تخصصي نزولاً عند رغبة أهلي لم أتفوق.. فما توجيهكم؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية، أرغب منذ الثانوية العامة أن أدرس اللغات، لكن في بلدي فرص العمل ضيقة لذلك المجال، وأهلي تخوفوا من دخولي مجال اللغات، وأقنعوني بدخول مجال آخر، ودرست فيه، لكني لم أجد نفسي منجذبة له، أو أرغب بالدراسة، لدرجة أنني رسبت في سنة، فاقترح أهلي أن أسافر وأدرس في الخارج في دولة عربية.

في البداية لم أتقبل الفكرة؛ لأني سأكون بعيدة عن أهلي، ولم أفارقهم سابقا، لكن قلت في نفسي: أجرب، ربما يكتب الله لي التوفيق.

لكني عندما سافرت انصدمت بالواقع، أولا صدمت في المجال الطبي، لأنه أساسا ليس رغبتي، فأخشى أن أرسب، وأهدر المزيد من عمري، لاسيما أن الطب طريقه طويل؛ لذلك أفكر في العودة لبلدي، ودراسة التخصص الذي أريده.

علما بأني بدأت في الدراسة منذ أسبوعين فقط، أي أن لدي فرصة أن أغير قراري إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

نقدر لك حرصك على التجاوب من أهلك، بخصوص دراسة تخصص دراسي آخر لا تحبينه، لكنك الآن تجنين عاقبة هذه الاستجابة؛ فمن المهم أن يدرس الطالب أو الطالبة المجال الذي يجد نفسه فيه حتى يبدع، بل حتى ينجح فيه أحيانا -كما هو وضعك- والميول للتخصص هي النقطة الجوهرية في الاختيار، يليها في الأهمية، توفر الفرص الوظيفية في سوق العمل بعد التخرج؛ لذلك قد يكون من المناسب أن تختاري ما تميلين إليه، أفضل من اختيار ما يرغبه الأهل، لا ما ترغبينه أنت!

علما بأن تخصص اللغات يمكن أن يفيدك في مجالات متعددة مستقبلا.

نرجو أن تعيدي التفكير في هذا الأمر، وألا تضعي اختيار الأهل عقبة أمامك، فإن وجدت صعوبة في مواصلة الدراسة، وشعرت أنك سوف ترسبين، أو لن تحققي فيه المستوى المأمول، فعليك حينها بالتوجه إلى تخصص آخر ترغبين فيه، أو يكون قريبا من تخصصك، وله سوق عمل، مثل التخصصات النفسية والاجتماعية، وبهذا تجمعين بين رغبتك ورغبة الأهل.

نصيحتنا كذلك الاستعانة بقسم الإرشاد الأكاديمي في جامعتك حول هذا الأمر، ومشاورتهم.

ومع الاستشارة لا تنسي الاستخارة، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:(اللهم إني أستخيرك بعلمك , وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمين حاجتك) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمين حاجتك) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به. (ويسمي حاجته) وفي رواية (ثم رضني به). رواه البخاري.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات