أجد سعادتي في فرط الحركة أثناء سماع الأغاني والتخيل، ثم يعقبها اكتئاب

0 78

السؤال

لدي فرط حركة منذ صغري، ولدي خيال واسع، ودائما أسرح به، وأبعد عن الواقع، ودائما ما أتحرك بشكل مفرط عندما أتخيل شيئا مثيرا، أو ملحميا كالبطولات أو ما شابه، وكنت أحب سماع الأغاني سابقا حتى تطور الأمر، وأصبح إدمانا فدائما أتحرك حركة مفرطة أثناء سماع الأغاني والتخيل.

وأعاني من أحلام اليقظة، وتكمن سعادتي في فرط الحركة أثناء سماع الأغاني والتخيل، ولكنها سعادة مؤقتة، فعندما أتوقف عن هذه العادة، وأري الواقع، وأدرك أن كل هذه الإنجازات في خيالي فقط أشعر بالاكتئاب، وأيضا هذه العادة تضيع لي الكثير من الوقت، وتؤثر على تركيزي في المذاكرة، وعندما بحثت وجدت أن هذه الأعراض مشابهة لأعراض ADHD، ولكن ليس عندي تشتت الذهن، نعم أحيانا أسرح في المذاكرة، ولكن الحمد لله فهمي سريع، ومتفوقة في الدراسة، ولكني كثيرة الثرثرة، وأغضب عندما يقاطعني أحد، مع أني أقاطع الآخرين أثناء الكلام، وهذا من أعراض ADHD، وأريد أن أعرف هل هذه سمات توحد؟ حيث إنني عندما أرغب في سماع الأغاني والحركة أغلق باب غرفتي، ولكن حياتي الاجتماعية جيدة، وأصنع صداقات.

أفيدوني ماذا أفعل للتخلص من هذه العادة منذ صغري لأعيش حياة طبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salow حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بنيتي عبر إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك هذا، والذي ينم عن فهم لا بأس به لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو ما يعرف بـ (ADHD).

نعم ما وصفت من أعراض تشير إلى فرط الحركة، وليس بالضرورة تشتت الانتباه، وإن كان ربما تشتت الانتباه موجود، ولكن بدرجة أقل، والشكل الغالب عندك هو فرط الحركة وكثرة النشاط.

بنيتي: إن تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يكفي من خلال معرفة عرض أو اثنين، ولكن هناك قائمة من الأسئلة المتعددة التي نقيس من خلالها مدى الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه، وطبيعة شدتها، خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة.

فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي، أولا: للقيام بهذا الاختبار، ومعرفة التشخيص الدقيق، فإذا ثبت أنه فرط حركة وتشتت انتباه (ADHD)، فإن كان خفيفا، فيمكن معالجته عن طريق بعض الإجراءات السلوكية؛ كأن تكتبي على ورقة المهام المطلوبة منك لتلتزمي بها.

ولكن إن كانت درجة شدة الإصابة متوسطة أو شديدة، فهنا أنصحك – وخاصة أنك طالبة في الثانوية – أنصحك: بأخذ دواء خاص لـ (ADHD)، والذي لا يعالج الـ (ADHD) وإنما يخفف الأعراض – وخاصة فرط الحركة وتشتت الانتباه – ليعينك على الدراسة والتحصيل العلمي والتقدم أكاديميا، والتقدم في تعلم مهارات الحياة التي ستحتاجينها بقية حياتك.

أطمئنك أنك إن بدأت العلاج الدوائي لـ (ADHD) فهو ليس دواء مدى الحياة، وإنما فقط لمرحلة مؤقتة، وفقط أيام الدراسة، بينما غير مطلوب منك أخذ الدواء في عطل نهاية الأسبوع، أو الإجازات أو غيرها، فكل الهدف من هذا الدواء هو أن يعين ذهنك أو دماغك على البطء قليلا في كثرة النشاط والحركة، لتستطيعي التركيز واستيعاب المواد التي تدرسينها.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأحمد الله تعالى على أن حياتك الاجتماعية جيدة، وعلاقة صداقاتك أيضا جيدة، فهذا أمر طيب، نحمد الله تعالى عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات