السؤال
الرجاء إيجاد حل لمشكلتي المستمرة منذ الطفولة وحتى الآن، عمري 34 سنة، متزوج ولدي طفلان، هذه المشكلات تؤرقني ليلا ونهارا، وتؤثر على علاقتي الأسرية وعلى عملي، حيث إنني أعمل كمهندس، حاولت التغلب عليها ولكن عقلي لا يتوقف عن التفكير في الماضي، أو أي مشكلة تحدث في العمل، وبالتالي عقلي في حالة تفكير مستمر، أحاول إلهاء نفسي بأي شيء، ولكن دون جدوى.
المشاكل التي أعاني منها:
1- التنمر منذ الطفولة على كلامي، حتى ابتعدت عن حفظ القرآن واللعب.
2- التحرش الجسدي منذ الصغر.
3- عدم القدرة على الدفاع عن النفس.
4- عدم الثقة بالنفس.
5- الشعور بأن الناس تتحدث عني، حتى زملائي في العمل عندما يتحدثون عن بعد، أشعر وكأنهم يتحدثون عني أو عن مشكلة حدثت بسببي، فيضيق صدري.
6- العزلة.
7- الانطوائية.
8- الخجل.
9- التردد.
10- عدم القدرة على مواجهة الآخرين.
11- عدم القدرة على تنظيم وإدارة الوقت والتشتت.
12- عدم القدرة على تحديد الأهداف والأولويات.
13- جلد الذات عند حدوث مشكلة، وتأنيب الضمير بشكل مستمر، حتى لو أن المشكلة حدثت منذ زمن.
14- عدم القدرة على الدفاع عن النفس وتبرير المواقف.
15- القلق والتوتر عند حدوث مشكلة.
16- اللجوء إلى النوم لو حدثت لي مشكلة، أو تعرضت لضغط سواء في العمل أو في الحياة عموما.
17- رفض أي منصب يعرض علي بسبب الخوف من الفشل والمسؤولية.
18- عدم القدرة على فصل الشغل عن البيت، بمعنى إذا حدثت مشكلة في العمل أظل أفكر بها في البيت، وقد تسبب لي اكتئابا وضيق صدر، فلا أستطيع التجاوب مع من بالبيت، ولربما أجد نفسي في عزلة تامة، حتى الصلاة لا أستطيع أن أقوم للصلاة، فالشغل يطغى على حياتي كلها.
19- من أجل عدم الدخول في مشاكل يمكن أن أقدم تنازلات.
20- الميل إلى المثالية في كل شيء، وهذا يعوقني كثيرا، حيث أريد أن تتم الأمور بشكل مثالي، وهذا ما لا يحدث.
21- كثرة الأفكار والمهام، وعدم ترتيب الأولويات، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم إنجاز أي شيء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله أنك تتحمل مسؤوليتك كزوج وكأب وكمهندس، فهذا يؤكد أنك تقوم بمهامك الأسرية والاجتماعية والمهنية.
ثانيا: ربما تكون أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعرضت لها منذ الطفولة هي السبب في ما تشعر به الآن، وبما أنك أدركت النواقص التي تزعجك الآن، فنقول لك: هذه الخطوة الأولى للتغيير، أي أن يدرك الإنسان مشكلاته أولا ثم يسعى لحلها، فها أنت الآن أدركت المشكلات، وما تبقى هو السعي لحلها، واستشارتك للآخرين باب من أبواب السعي لحل المشكلة -إن شاء الله-.
ثالثا: إذا جاز لنا أن نمثل الثقة بالنفس كجذع شجرة، فإن فروعها هو ما ذكرته من الخجل والتردد والخوف من المسؤولية، وبقية العوائق التي سردتها في الاستشارة، لذا نقول لك: إذا تحسنت أو زادت الثقة بالنفس، فإن الأفكار والمشاعر السلبية ستختفي -بإذن الله- تبعا لذلك.
رابعا: هناك بعض المسلمات لا بد من إدراكها وفهمها فهما جيدا، لكي تتغير النظرة إلى نفسك وإلى العالم الذي حولك:
أولها: أن الإنسان جبل على الخطأ، فالخوف من الوقوع في الخطأ يحجب الشخص عن المواجهة، ولعب الدور الذي ينبغي أن يلعبه في كل المواقف الحياتية.
ثانيها: كل الناس لها عيوب كما لها محاسن، فقد يتميز بعض الناس بمحاسن معينة، ولكن تكون فيهم أيضا عيوب قد لا يراها الآخرون.
ثالثها: أن المؤمن مبتلى وممتحن في هذه الدنيا بقدر إيمانه، وكما قال الشاعر:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
ختاما نقول لك: استعن بالله في كل أمورك الحياتية، ولا تعجز، واعمل بالأسباب، وواجه الصعاب مهما كانت، وطالب بحقوقك، فأنت مؤهل ولديك القدرات والمهارات المناسبة، فقط تحتاج منك إخراجها للواقع، والتغيير ممكن وليس مستحيلا، فارسم لنفسك الشخصية التي تتمنى أن تكون، الشخصية الشجاعة، الشخصية صاحبة المبادرة، الشخصية التي تدافع عن حقوقها وحقوق الآخرين، الشخصية المتوازنة نفسيا واجتماعيا، وكل ما يميز هذه الشخصية من الصفات التي تتمناها، فضعها أمامك، وقل لنفسك (ينبغي أن أكون مثل هذا) وفي هذا الصدد لا بد لك أن تقرأ عن سير العظماء، وأولهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضي الله عنهم-، وكذلك العلماء الذين أبدعوا في مجالات مختلفة، وكيف أنهم وصلوا لما وصلوا إليه، وكيف أنهم تخطوا الصعاب، وكيف أنهم واجهوا العديد من المشكلات، وبتتبعك للطرق التي اتخذوها وسلكوها، فإن شاء الله ستجد أن الحلول أمامك كثيرة، وليكن الآخرون الناجحون في حياتهم أنموذجا يحتذى، واسع لتحقيق ذلك بالقراءة وبالتدريب وبالممارسة العملية، فإن شاء الله تجد أنك قد حققت ما تريد من طموح، وليس ذلك على الله بعزيز، ومن كان مع الله كان الله معه، والله هو القوي، فلا تخش شيئا ولا تخف ما دمت أنت مع القوي، والمطلوب منك هو السعي في إرضاء الله سبحانه وتعالى، حتى يكون لك السند، وليس المخلوقات، إنما سندك هو الله سبحانه وتعالى، وإن كان سندك المولى -عز وجل- فلا تخف من شيء.
والله الموفق.