السؤال
السلام عليكم
منذ سنة أو أقل من سنة جاءتني حالة أشعر فيها بأن رؤيتي للعالم ضبابية، وتأتيني أفكار كثيرة وشعور بالخوف والقلق الشديد، وعندما تشتد هذه الأفكار أشعر بأن رأسي سينفجر، لقد بحثت عن هذا الموضوع، وشخصت نفسي بأن لدي اختلال الأنية، لكنني لست متأكدا.
المشكلة والأهم أنني قد تعديت هذه الأعراض منذ فترة طويلة، وكانت تأتيني كل وقت وآخر، بمعنى أنها تأتي في أوقات بعيدة عن بعضها، ولكني شخصت نفسي باختلال الأنية؛ لأني طابقت بين الأعراض على النت والأعراض لدي، لكني أشعر أن لدي شيئا مختلفا عن اختلال الأنية، أشعر بأن أفكاري غير معروفة، وأفكار غريبة مثل الكارتون مثلا.
في الفترة الأخيرة ظهرت لي رعشة في يدي، وهذه الرعشة أحيانا تأتي في بعض الأماكن في جسمي مثل رجلي، المشكلة أنها تأتي إذا قمت بإجهاد يدي مثلا، أشعر بالرعشة، وتزيد جدا مع التوتر والخوف، والمشكلة أنني عندما آكل مع أهلي لا أعرف أن أمسك الملعقة؛ لأني أشعر أنهم سيرون يدي ترتجف.
المشكلة أنني أخاف أن تكون هذه الرعشة مرض باركنسون، وهو الشلل الرعاشي، أيضا هذه الحالة مع الأفكار التي تأتيني تشعرني بالإحباط والحزن.
أشكركم لقراءة الكلام الكثير ومساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في مرحلتك العمرية يكون أكثر من 50% من اليافعين والمراهقين في حالة من القلق المختلط بالمخاوف والوسوسة، بما أنها واهية وغير محددة المعالم يحس الإنسان بهذه المشاعر الغريبة، ويحس بما يمكن أن نسميه التغرب عن الذات، وهذا ما يسميه البعض بنوع معين من اضطراب الأنية.
أنا أعتقد أن هذا ينطبق عليك، وهذه إن شاء الله مراحل أنية، ومراحل عابرة، ويجب أن لا تعطى أهمية أكثر مما تستحق، طبعا هذه الظواهر، ونسبة لأنها غريبة تجعل الإنسان يوسوس حولها، فيتحول الأمر إلى نوع من قلق المخاوف الوسواسي، لذا قد تظهر الرعشة كما تفضلت، والرعشة دليل على نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي نسبة للتوتر الداخلي، أنصحك في هذا السياق أن تذهب وتقابل الطبيب طبيب الرعاية الصحية الأولية مثلا أو طبيب الباطنية، أو حتى طبيبا عموميا، وتجري الفحوصات الطبية الروتينية المعهودة والمعروفة، تتأكد من مستوى الدم لديك، تتأكد من وظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص؛ لأن زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية قد تؤدي إلى هذه الرعشة، وقد تؤدي إلى القلق أيضا.
أيضا تتأكد من وظائف الكلى، الكبد، مستوى فيتامين (د) لديك، ومستوى فيتامين (ب 12)، هذه فحوصات أساسية لا بد أن نتأكد من نتائجها؛ لأنه كما ذكرت لك زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هذه الرعشة والقلق، كما أن نقص فيتامين (د) أو فيتامين (ب12) حوله الآن الكثير من الكلام فيما يتعلق بالصحة النفسية وكذلك الجسدية، فأرجو أن تطمئن جسديا، هذه الأصول الطبية الصحيحة التي يجب أن نتبعها، بالرغم من قناعتي المطلقة بأن الحالة نفسية مئة في المئة، أنصحك بأن تمارس الرياضة، بأن تمارس تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015) يمكنك الرجوع إليها وتطبيق ما ورد فيها من الإرشاد، فهي مفيدة جدا.
عليك أيضا ألا تكثر من شرب الشاي والقهوة؛ لأن محتويات الكافيين أيا كانت ربما تؤدي إلى القلق، وزيادة في نشاط الجهاز العصبي اللإرادي مما يظهر في شكل رعشة، هذه هي الإرشادات المهمة والضرورية. ودائما تجنب السهر نعتبر ذلك أمرا ضروريا في مثل عمرك؛ لأن ذلك يجعل الإنسان يستيقظ مبكرا ونشطا، ويبدأ يومه بصلاة الفجر، وبعد ذلك يمكنك أن تنخرط في المذاكرة والدراسة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي، والنوم الليلي المبكر هو الركيزة الجوهرية والأساسية من أجل حسن تنظيم النوم، وكل الهرمونات الإيجابية بالنسبة لما يتعلق بالدماغ والناقلات العصبية تفرز ليلا أو في وقت الفجر، فيجب أن تستفيد من هذا الوضع الصحي جدا.
أيها الفاضل الكريم: هنالك دواء بسيط جدا يسمى اندرال، لا بأس من أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام فقط في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، الاندرال يسمى بروبرننول، وهو لا يحتاج لوصفة طبية، ويتحكم تماما في هذه الرعشة التي تعاني منها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.