السؤال
السلام عليكم
أنا بنت بعمر ٢٢ سنة، تمت خطبتي منذ فترة قريبة على شخص محترم، ومشكلتي بدأت قبل الخطوبة بأيام، والرؤية الشرعية تمت، وفكرت ووافقت موافقة مبدئية، على حسب مواصفات معينة.
بعد أن وافقت الموافقة المبدئية تعبت، وكل يوم أصيح ولا أعرف ما السبب! وأنا طبعي خجولة، وهو ليس بالشخص الذي يتكلم كثيرا، فتضايقت، ولا أقدر أن أتأقلم، وأخاف أنه ليس بالشخص الذي أريد.
كما توجد أسباب كثيرة جدا، ومنها أني أخاف أنه لا يحس بمشاعري ولا أحس بمشاعره، وأخاف أن أظلم نفسي وأظلمه.
بدأت أهدئ نفسي، وقلت: طالما وافقت سأعطي لنفسي فرصة في فترة الخطبة، لأني لم أتكلم مع رجل قبل هذا، علما بأني أمشي بضوابط الخطبة، وهو يحاول أن يرضيني فيها، ولا يضايقني في شيء.
علما بأن عنده أخوات معاقات وراثة بسبب زواج الأقارب، وأنا تقبلت الفكرة في البداية، وأحس أني لم أفكر فيها بشكل صحيح، ومن ناحية أخرى قد تكون علي مسؤولية تجاههن، ولا أستطيع القيام بذلك.
لما تمت الخطبة ما كنت أرى أخواته في الخطبة، فشعرت أني غير متقبلة للوضع، وخائفة جدا من ناحية أن تكون علي مسؤولية أخواته، وأنا ما زلت طالبة، وليس لدي مسؤولية سوى نفسي، وهذا الوضع الحالي أخاف أن يكون عبئا علي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yasmen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
إذا كان الشاب محترما فهذا هو المؤهل الأساسي، وإذا أنت وجدت في البداية الانشراح والارتياح والميل، ثم أعطيت الموافقة؛ فأرجو أن تكملي المشوار؛ لأن هذه مؤشرات إيجابية، ومبشرات كبرى بأنك ستنجحين -بعون وتوفيق من الله تبارك وتعالى-.
أما ما ظهر لك بالنسبة لأخواته المعاقات: فأرجو أن تحتسبي الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، واعلمي أن أهل الفتيات لن يتركوا لك الفتيات، ولكن على كل حال إذا تعين لك القيام بخدمتهن فشرف للإنسان أن يبذل في مساعدة الآخرين؛ لأنه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله تبارك وتعالى عليه، ومساعدة الناس هي أكبر أبواب السعادة، فالإنسان الذي يساعد الناس يسعد ويسعد، وخير الناس أنفعهم للناس.
أما مسألة الحياء الذي عندك: فهذا مما تشكرين عليه، والأمور تتغير، وهذا طبيعي أن يكون في البداية، -والحمد لله- هذا دليل على أنك خيرة وفاضلة، بل هذا من علامات السعادة أن تكون الفتاة غير متعرفة بأي شاب، وليس لها علاقة إلا بزوجها الحلال، فنسأل الله أن يبارك لك في هذا الشاب، ويبارك له فيك، وأن يجمع بينكم على الخير.
اطردي هذه الوساوس، واعلمي أنها من عدونا الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ونؤكد أن المؤشرات إيجابية، وأن هذه الهموم والوساوس ما ينبغي أن تأخذ أكبر من حجمها، فالمؤمنة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبشرى لكل من تعمل في خدمة المحتاجين والناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يجندون أنفسهم لخدمة عباد الله تبارك وتعالى، تلك أعظم الأجور التي ينتظرها الأخيار من أجل أن يفوزوا بمغفرة الله تبارك وتعالى ومعونته وتأييده.
بارك الله فيك، وقدر لك الخير، ثم أرضاك به.