أعاني من وساوس أخشى على نفسي منها.

0 27

السؤال

السلام عليكم.

كنت متفائلة دائما في حياتي، حصلت لي ابتلاءات مثل: وفاة والدي وأخي، وما إلى ذلك، ولكني كنت أثق أن الله لن يضيعني، وبالفعل وجدت خيرا كثيرا من الله -الحمد لله-.

المشكلة أني مقدمة على شيء أتمناه كثيرا، وحصل عندي قلق أن لا يتم الموضوع أو يحدث فيه مشاكل، وهذا القلق سبب لي بعض الوساوس والأفكار السلبية، وأخذت أشاهد فيديوهات دينية عن قدرة الله وهكذا، ولكني وجدت الكثير من التعليقات السلبية من أناس ابتلاهم الله، بأن الله لم يرفع عنهم الابتلاء بعد دعائهم وهكذا!

فزاد توتري وأصبحت كلما أريد أن أرتاح أو أدعو يوسوس لي الشيطان ويقول: (لماذا يوفقك الله ولم يوفق غيرك؟)، (أستغفر الله)، وأفكار وسواسية كثيرة غيرها أستحي من قولها، وأنا أنكرها وغير راضية عنها، ولكن عندما تأتيني هذه الوساوس أقول لنفسي: (كفى.. أنت لن تجدي خيرا في حياتك بسبب أفكارك هذه، أو بسبب الأقوال التي في رأسك، لقد غضب الله عليك).

هل أنا فعلا لن أر خيرا في حياتي بسبب هذا الوسواس، أو بسبب خوفي الزائد؟

أرجو الرد الوافي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك مجددا في استشارات إسلام ويب -ابنتنا العزيزة-، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يكتب لك عاجل العافية والشفاء من هذه الوساوس، ويصرفها عنك.

ونود أولا: أن نطمئنك أنه لا إثم عليك بسبب هذه الوساوس ولن يغضب الله تعالى عليك بسببها، فأريحي نفسك وقلبك، ولكن أنت مأمورة شرعا بأن تأخذي بالأسباب التي تخلصك من هذه الوساوس، ومن هذه الأسباب تحقير هذه الوساوس وعدم الاعتناء والمبالاة بها، فهي وساوس تافهة فكل ما داهمتك أفكارها اصرفي نفسك عنها واشتغلي بغيرها، وهذا الدواء هو الدواء الفعال إذا صبرت عليه فإن الله تعالى سيقلع منك هذه الوساوس بهذا الدواء.

والوصية الثانية من وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- للتداوي من الوساوس: اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالاستعاذة وطلب الحماية، فكلما داهمتك هذه الأفكار استعيذي بالله تعالى، قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من ذكر الله فإن الشياطين تنفر من ذكر الله تعالى.

نحن على ثقة تامة -أيتها البنت العزيزة- من أنك إذا صبرت على هذا الطريق فإن هذه الوساوس ستزول عنك، وتفاهت هذه الوساوس والمخاوف التي تجدينها أمر ظاهر جدا لا يحتاج إلى عناء في بيان تفاهته وحقارته، فإن هذه المقارنة التي تعقدينها بينك وبين من قدر الله تعالى عليهم بما يكرهون هذه المقارنة غير صحيحة، فإن حولك أناس كثيرون قدر الله تعالى لهم ما يحبون، فأعطاهم ما يتمنون، فلماذا لا تكوني أنت مثلهم؟ والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، يده سحاء في الليل والنهار لا تغيظها نفقة، أي لا تنقصها النفقات، وهو القائل سبحانه وتعالى: (واسألوا الله من فضله).

ويصف نفسه بأن فضله عظيم، فلا تلتفتي إذا إلى هذه الوساوس، واعلمي أنها لا تستحق منك كل هذا الاهتمام، والشيطان حريص على أن يدخل إلى قلبك الحزن، ليقيد حركتك ونشاطك وإنتاجك، بينما التفاؤل والأمل يبعثك على العمل والإنتاج، وإصلاح دينك ودنياك.

فنصيحتنا لك: أن تتفكري في نعم الله تعالى الكثيرة التي أعطاك وأعطى سائر الخلق، والله الذي من على عباده بكل هذه النعم قادر على أن يحقق لك رغباتك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات